متطلبات الإصلاح في العالم العربي
(0)    
المرتبة: 106,122
تاريخ النشر: 01/06/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تتناول المحاضرات التي يضمها هذا الكتاب اجتهادات نخبة من المفكرين والكتاب العرب متنوعين من حيث الخلفيات الأكاديمية والعملية، مختلفين من حيث التوجهات السياسية والعقائدية. ولكنهم مجتمعون على الاهتمام بالشأن العام وبالقضايا التي تهم العرب في سائر أقطارهم. ومحور هذه الاجتهادات، كما حددها لهم منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، الذي ...رعى المحاضرات، هو الإصلاح وقضاياه وسجالاته منذ أثيرت هذه القضايا واحتدم السجال حولها في السنوات الأخيرة، وعقد لتناولها العديد من الندوات والمؤتمرات في مختلف الأقطار العربية، فغدا من الطبيعي أن يفسح منتدى شوكان المجال لأفراد النخبة المشار إليها لتدلي بدلوها أمام رواد المنتدى من جمهور المهتمين في العاصمة الأردنية. وأمسى من المفيد أن يعيد المنتدى نشر الأوراق التي اعتمدتها تلك المحاضرات لتصل إلى الجمهور الأوسع من القراء العرب وقراء العربية.
يستهل د.أحمد يوسف أحمد المجموعة بتناول موضوع "إصلاح الجامعة العربية" كأحد أبعاد الإصلاح المنشود، بل من المواضيع القديمة التي أثيرت تكراراً كلما أثير موضوع الإصلاح، ولكن دون أن "تحدث النقلة النوعية المطلوبة في عمل الجامعة".
وبعد بيان رأيه في العوامل المعوقة للإصلاح، يتناول د.أحمد "الخصائص البنيوية للنظام العربي"، ثم "الوضع الحالي لمحولات الإصلاح" مبيناً وناقداً لجدول أعمال التطوير المقترح من قبل الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي يلخص ببنود سبعة هي: 1)تغيير آلية التصويت، 2)إنشاء محكمة عدل عربية، 3)إنشاء برلمان عربي مشترك، 4)إنشاء مجلس أمن عربي، 5)تشكيل جهاز للمتابعة والمراقبة، 6)تأسيس مصرف استثمار عربي، 7)إنشاء مجلس أعلى للثقافة العربية من المثقفين غير الحكوميين وليس من وزراء الثقافة.
ويختم د.أحمد ورقته بـ"رؤية مستقبلية" يبين فيها خشيته من ظهور مؤسسات عربية جديدة غير فاعلة، كما يبين قلقه حيال موضوع التمويل حيث تعيش الجامعة أزمة تمويل مزمنة.
أما د.عبد العزيز حجازي فيثير في محاضرته سؤالاً من وحي الحاضر البائس لحال الأمة العربية، هل هذا العالم العربي واحد أم متعدد؟ وينتقل د.حجازي بعد ذلك إلى بحث في "المنهج والهوية العربية" ليبين "أننا في عالمنا العربي قد جربنا كل المناهج المستقاة من العالم شرقاً وغرباً ولم نفلح حتى الآن في أن نحسم قضية المنهج أو الهوية، على الرغم مما في تراثنا من مبادئ ومفاهيم لو اتبعناها لما تاه منا الطريق. وبعد استعراض عدد من التيارات الفكرية التي تعرضت لها المجتمعات العربية، يرى د.حجازي أن حسم الخيال فيما بينهما "يتمثل في إتباع منهج الوسطية الذي دعا إليه المنهج الإسلامي، الذي يمكن أن يحقق الكفاية في الإنتاج والتشغيل الكامل..
وأما كلوفيس مقصود فيتناول التحديات الراهنة للوطن العربي بمساحة ورقية هي الأقل بين أرواق هذه المجموعة، ولكنها بالتأكيد ليست الأقل غنى بالأفكار! بعد ورقة كلوقيس مقصود، تواجه القارئ أوراق أربع ذات مضمون اقتصادي، أولها ورقة أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية د.أحمد جويلي عن شؤون الاقتصاد العربي وشجونه، والثانية للدكتور تيسير عبد الجابر عن "متطلبات الإصلاح الاقتصادي"، والثالثة للأستاذ أحمد السيد النجار عن الاتجاهات الاقتصادية في الوطن العربي، والرابعة للدكتور جواد العناني عن التحولات الاقتصادية العربية.
بعد الأوراق الاقتصادية تأتي ورقة الأستاذ أحمد عبيدات، الذي يعزو تعثر مسيرة الإصلاح إلى "عسكرة الحكم وتركيز السلطة سياسياً وعسكرياً وأمنياً في شخص رئيس الدولة.. وإلى تفشي ظاهرة الفساد حين "تطورت خبرات وإمكانيات الفاسدين من أصحاب النفوذ وأصحاب القرار، فتعاملوا مع المؤسسات العامة باعتبارها ملكيات خاصة، واستغلوا هشاشة الأطر الديمقراطية القائمة فأمعنوا في تزييفها وتعطيل مفعولها".
وفي موقف نقدي مواز يقف د.محمود عبد الفضيل من "مبادرات الإصلاح المطروحة على الساحة العربية"، مبرزاً بصورة خاصة "مشروع الشرق الأوسط الكبير" الذي يمثل في رأيه خطأً استراتيجياً ثابتاً للدوائر الاستعمارية منذ الحرب العالمية الثانية، فظهر في "عدة طبعات" تارة تحت اسم "الحلف المركزي" أو "مشروع ايزنهاور" أو "الشرق الأوسط الجديد" الذي روج له شمعون بيريز.
بعد ذلك يجابه القارئ أكثر أوراق هذا الكتاب صعوبة، وهي ورقة د.الطاهر لبيب أستاذ علم الاجتماع، عن "التغيير الاجتماعي وثقافة الوسطية العربية".
أما خاتمة الكتاب فورقتان في الفكر الإسلامي، الأولى للدكتور عبد اللطيف عربيات عن "الإسلام اليوم وكل يوم" وهي تستعرض واقع الأمة التعيس من وجهة نظر سياسية إسلامية، ناشدة مقومات الخلاص من نهوض وتجديد. أما الورقة الثانية فهي للدكتور بشار معروف عن "الحديث النبوية وأثره في الحياة المعاصرة"، وهي ورقة بحثية شديدة الإسهاب في موضوع الحديث النبوي الشريف وأثره في الحياة المعاصرة. إقرأ المزيد