مأزق التدخل الأميركي وإمكانات الفعل العربي ؛ نبضات ورؤى 2001 - 2006
(0)    
المرتبة: 205,533
تاريخ النشر: 01/06/2006
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:من نافل القول أن المنطقة العربية تتعرض اليوم لاستعمار جديد، مماثل إلى حد كبير لما عانت منه في بداية القرن الماضي، من استعمار أخذ شكل الوصاية والانتداب، حين تم فرض حكومات لها علم وبرلمان وساسة وإعلام يدافع عنه ويهاجم أي تعبير وطني، ولكن المشكلة هي أن هذا الاستعمار الجديد ...بدأ يزرع قواعده في رؤوس البعض، وبدأت دولاراته تلون حبر أقلام البعض الآخر، وبدأت أدواته الإعلامية والفكرية والعسكرية تغرس أنيابها في تراب وتراث الشعب العربي، منتهكة كل مقدساته وحرماته ومصالحه وحقوقه من دون أن يكون مقبولاً من هذا الشعب وكتابه ومناضليه حتى أن يستحضروا اللغة التي تعبر عن معاناته، أو أن يصفوا الأمور ربما، وكما هي عليه على أرض الواقع.
ذلك لأن هذا الاستعمار الجديد، كما كان يدعي القديم، جاء متلبساً لبوس "الحرية"، والمدافع عن حقوق المظلومين والعامل على نشر "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" و"الحضارة"، بحيث أصبح من المحرج بمكان "للكثيرين من العرب المستعربة" أن يستعيدوا اللغة والمصطلح اللذين كانا يستخدمان لوصف تفاعلات الحقبة الاستعمارية، التي مرت بها البلدان العربية في النصف الأول من القرن العشرين.
ولهذا بدأنا نشهد على شاشاتنا عرباً يدافعون عن عملاء متواطئين مع إسرائيل لقتل قادة المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني، المؤمنين بحقهم في ديارهم بحجة "الوقوف ضد عقوبة الإعدام"، من دون أن ينسحب هذا الموقف على أحكام الإعدام التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية بصواريخها ومتفجراتها ضد الشيوخ والنساء والأطفال، وضد كل من يؤمن بتحرير أرضه من دنس الاحتلال مهما بلغ الثمن.
ويترافق ذلك مع بضع مقالات من حملة أقلام من "العرب المستعربة" تدافع عن العمالة والخيانة، بحجة المدنية والحضارة وتتنكر لأبسط حقوق أهلنا في فلسطين والجولان والعراق، بحجة اختلال موازين القوى واستحالة إلحاق الهزيمة بعدو يمتلك كل عناصر القوة، بينما لا تلوح في الأفق إمكانية امتلاك العرب لعناصر القوة وعوامل تحرير أرضهم، ولكنهم يغفلون أو يتغافلون عن أن العرب يمتلكون الحق في أرضهم وديارهم، وكل ما يطالبون به هو العدالة والحق.
يفيض هذا الكتاب بالأفكار النازفة الطافحة بالتحليل والمعلومات والأفكار المستنهضة. كتبتها المؤلفة خلال السنوات العنيفة التي مرت على الشرق الأوسط بين عامي 2001 و 2006 بعد حادثة الهجوم على الولايات المتحدة في 11/9/2001 التي -بدورها- ردت عليها بالحرب على الإرهاب وعلى أفغانستان والعراق.
رصدت المؤلفة التحولات التي طرأت خلال السنوات الخمس فحللت وبينت خلفية الأحداث.. عرفت بالمخطط المقصود من التركيز الإعلامي على المنطقة، والتمهيد لفرض نظام عالمي جديد، يحمل بذور ما سمي لاحقاً بالفوضى البناءة.
وتعرضت المؤلفة للسؤال المطروح من كل عربي ومسلم: ماذا تريد أمريكا؟ ولماذا تريد أن تغيرنا -نحن فقط- على الطريقة الأميركية في الحداثة والتحديث الليبرالي؟ أهي حقاً تريد لنا الحرية والديمقراطية؟ هل تريد لأنظمتنا الاقتصادية أن تكون منافسة للأنظمة العالمية؟
وفي الكتاب تساؤلات: ألم يكن لدى أميركا طرق أخرى للتغيير سوى شن الهجوم على العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، وعناصر إرهابية عالمية.. ثم تبين للجميع كذب الادعاء؟
وبينت المؤلفة دور الاحتلال في تدمير البنى الاقتصادية العراقية، واستنزاف النفط، وانهيار الأساس الاجتماعين ,التحالف التاريخي بين الطوائف والإثنيات. والسؤال الذي يأتي: هل الذي حصل في العراق ذو علاقة بإسرائيل والصهيونية العالمية؟ لماذا بني الجدار العازل ولم نسمع صوتاً من العالم يستنكر؟ المؤلفة أوضحت أن الذي يحصل في كل منطقة الشرق الأوسط على علاقة ما بإسرائيل وتحركاتها العسكرية والسياسية. إقرأ المزيد