تاريخ النشر: 01/04/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"تدافعنا إثر صراخ الشغالة إلى الغرفة. كانت أمي مسجّاة كالملاك، وجهها يبتسم ووجنتاها حمراوان ويداها مشبوكتان فوق صدرها. هل كانت نائمة ولم تحسن الشغالة إيقاظها؟ اندفعتُ نحوها بكل قوة هززتها بكلتا يدي. جاء عمر من الناحية الثانية للسرير. رفع يدها. بدأ الصراخ في المكان. جاء ماجد.. حقاً لقد ماتت ...أمي. كان والدي مسافراً وقتذاك. في أحد الأيام؛ كان أخي عمر يعبث في صندوق خشبي قديم في غرفة والدتي فوجد مجموعة من الأشرطة المرقمة من 1 إلى 12. هرع إلي: عبد الله... شوف اشلقيت في حجرة أمي؟؟. أخذت الأشرطة منه وبدأت أسمع أمي من الشرطي الأول حتى الشريط الأخير. رحلت والدتي دون أن تتمكن من معرفة حقيقة شكوكها! لكن الحقيقة التي عرفناها-أنا وإخوتي-أنه لم يكن لنا إخوة ولم يكن والدي متزوجاً! وأنه ظلّ عشرين عاماً في حالة شك حول وفاء أمي له، بل ظل عشرين عاماً يحمل هموم حبه الذي لم يكن يريد التحدث عنه لأحد... ذهبت إلى الطبيب النفسي الذي كان يعالج والدتي. جلست معه عدة مرات. استطعت الحصول علي بعض المعلومات منه... لم تكن المعلومات التي عرفتها من الطبيب شافية لآلامي التي امتزج فيها حزني لرحيلها المبكر وحزني على مرض والدي... أعود للدائرة ذاتها التي دخلتها والدتي قبل خمسة عشر عاماً! ماذا عن القنبلة؟ هل سنبقيها في السامسونيات السوداء أم نعدمها؟ ما عاد والدي يغرق بين وجه (بابوه) الآسيوي الذي يهتم به، ووجه أخي ماجد. مات والدي بعد ستة شهور من وفاة والدتي. لفّنا حزن كبير. أصبحنا نحن الأربعة يتامى وأنا لم أكمل عامي الثالث والعشرين، وعمر وماجد لم ينهيا الثانوية. نجلس في المساءات الباردة في شرفة الفيلا أنا ومنصور-بعد أن فك سجنه-يحيط بنا سكون الكون كله. في عيني كلينا أسئلة!! وفي صدر كلينا آهات حرّى. يا ترى كيف يعيش اليتامى؟ وكيف لزوجين يحبان بعضهما كل هذا الحب أن يفترقا دون أن يعرفا الحقيقة. هكذا حياتنا في الشرق تأتي الحقيقة متأخرة، وأحياناً لا تأتي أبداً".
في روايته، يتناول الروائي بالمعالجة أمراضاً اجتماعية تنخر في المجتمع العربي. يطرح ذلك من خلال شخصياته التي ومن خلال المنولوجات الداخلية تكشف للقارئ عن هواجسها وأفكارها. فهذه حياة المتعة نفسياً من عدم اهتمام زوجها لها تغوص في أوهام تحيل حياتها وحياة زوجها وأولادها إلى جحيم يتابع القارئ الأحداث متفاعلاً مع الشخصيات ليصل في النهاية إلى عمق المأساة التي تعيشها الأسر في المجتمعات العربية. إقرأ المزيد