الزير سالم ؛ البطل بين السيرة والتاريخ والبناء الدرامي
(0)    
المرتبة: 30,864
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: قدمس للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"يجب الاعتراف أنني لم أكتب العمل الدرامي لكي أروي بمجانية قصة معينة من التراث أو لكي أعيد صياغة السيرة الشعبية بل إنني أردت أن أقول مقولتي، لكنني لم أجد لدي حاجة إلى تحوير الأحداث. كل ما احتجت إليه هو قليل من الجهد في البحث بين أوراق التراث. فعثرت على ...الأحداث التي أريدها موثقة ومثبتة. والكاتب الدرامي أو الباحث لا يكتفي بما يردده العامة، أو بما جاء في السيرة الشعبية، بل يسعى، كما فعلت، إلى البحث عن أصول الأحداث والشخصيات ومبرراتها لكي يستخدم هذا كله في صياغة تخدم غرضه ودون أن يتحول إلى مؤرخ.
ولكن الوثيقة التاريخية كانت تتضمن كل التفاصيل التي احتجت إليها، والتي أثارت حنق الناس ممن لا يعرفون تتمة القصة، أو من لم يرضهم أن يتحول بطلهم هذا التحول الشنيع، أو ينتهي هذه النهاية المحزنة. فالسيرة قد تحولت لديهم من معرفة مسلية إلى تعود. وتحول التعود إلى تقديس للمعروف المألوف الذي يفرض عليهم تثبيته وترسيخه وعدم السماح بالمساس به. ولذلك لم يكن من السهل عليهم التراجع عما عرفوه حتى حين تثبت الوثيقة خطأه أو يحتاج إليه البناء الدرامي.
ولكنني أعترف مرة أخرى أنني كنت سعيداً حين التقطت هذه التفاصيل الموثقة، فأنا أريد أن أنهي البطل هذه النهاية. ولو لم تكن الأحداث الموثقة المذكورة آنفاً موجودة لاخترعت ما يشبهها لتأدية الغرض الذي أريده. فأنا لم أكتب لكي أكرس بطلاً، ولا لكي ألغيه. أنا كتبت دراما، ضمن الشرط الذي اقترحه بليك حول الدراما، وهو تحويل (أبناء الذاكرة) إلى (أبناء الإلهام).
أي أن الزير خرج من السيرة ومن التاريخ ومن الذاكرة الشعبية لكي يدخل في ذاكرتي، ويخرج منها حسب موهبتي في الكتابة، وحسب معرفتي بأصول الدراما.
هل بددت في عملي صورة البطل الذي توارثه الناس؟ ربما، لكنني لست آسفاً. لقد أنجزت بالمقابل شيئاً ذا أهمية كبيرة بالنسبة إلي. أعيدت الملحمة إلى ألأذهان. وأعيدت معها أسئلة كانت مهملة.
بهذه الكلمات ختم الباحث "ممدوح عدوان" دراسته التي بين أيدينا والتي حاول من خلالها الرد على الجدل الذي دار على صفحات الصحف والمجلات وفي الندوات التلفزيونية حول مسلسل "الزير سالم" نقل هذا المسلسل من كونه مادة ترفيهية تنتهي عند (يعجبني أو لا يعجبني) إلى كونه مادة ثقافية يحتاج نقاشها إلى مرجعية معرفية.
كانت النهاية التي انتهى إليها الزير سالم في المسلسل من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل. فالسيرة الشعبية تنتهي عند انتصار الزير وتمكن الجرو من قتل خاله جساس وإذلال بني بكر. ولكن التاريخ لا يتوقف عند المزاج الشعبي التي تتفاعل معه السيرة.
وهكذا فقد ولد اللفظ الذي أثير حول هذه السيرة الشعبية للباحث "ممدوح عدوان" فرصة لمناقشة جدية حول الدراما وعلاقتها بالتاريخ وبالسيرة الشعبية من خلال الرد على بعض الطروحات، وذلك بهدف إلقاء الضوء على بعض الالتباسات التي حدثت.نبذة الناشر:الناس يدافعون عن الصورة النمطية التي في أذهانهم عن البطل. والحقيقة التاريخية تخرب هذه الصورة وتشوهها. ولذلك فإن إنكار هذه الحقيقة أسهل عليهم من تقبلها. ويأتي الإنكار إما من خلال اتهامنا بالتزوير، أو بالتحريف من أجل الإسقاط، أو بالجهل بالتاريخ أو بالسيرة.. ناهيك عن الاتهام بمعاداة الأمة وتشويه صور أبطالها... هذه الحساسية التي تحيط بأبطال التاريخ هي العقبة الأولى التي تواجه الباحث الذي يريد أن يتقصى حقيقة الأحداث والشخصيات. فمن غير المسموح به أن يتم التشكيك في حدث متفق على وقوعه، أو في شخصية متفق على تصنيفها السلبي أو الإيجابي. إقرأ المزيد