جذور العداء المخطط الأمريكي لاستباحة العالم
(0)    
المرتبة: 160,069
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار الحسام للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن قوة الانتشار السريع التي أنشأتها إدارة كارتر في أعقاب التدخل السوفييتي في أفغانستان إنما هي تشكيل عسكري مشوب بخلل قاتل من حيث كونه أداة للحفاظ على حرية وصول الولايات المتحدة دون انقطاع إلى نفط الخليج ذي الأهمية الحيوية بالنسبة لها، وهو المبدأ العقلاني وراء تشكيل هذه القوى. هكذا ...استهل جيفري ريكورد كتابه "قوة الانتشار السريع والتدخل العسكري الأميركي في الخليج" والذي كان بمثابة تقرير صدر في العام 1982 عن معهد تحليل السياسة الخارجية بواشنطن. والكتاب يحمل أسرار التحضيرات لاحتلال منابع النفط منذ العام 1980. والكتاب على صغر حجمه النسبي يضمّ بين دفتيه دراسة تحليلية شاملة ومركزة في نفس الوقت لقوة الانتشار السريع والتدخل الأمريكي في الخليج العربي لم يعتمد كاتبها على اجتهاداته الشخصية فقط، وإنما استعان بعدد هائل من المراجع من بينها محاضر الاستماع الخاصة بلجنتي القوات المسلحة بالكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين ودراسات لقادة عسكريين وخبراء في الشؤون الاستراتيجية والسياسة من أعلى المستويات في الولايات المتحدة.
وهذه الدراسة إنما تقدم البراهين التي تنفي نفياً واضحاً كل ادعاءات الولايات المتحدة عن إنشائها لهذه القوة، وتكشف بشكل أشد وضوحاً نواياها وأهدافها الحقيقية تجاه الخليج العربي وثرواته النفطية؛ فهي تسقط ادّعاء الولايات المتحدة بأن هدفها هو حماية المنطقة من أخطار خارجية تحدق بها؛ لأنها وببساطة، تقدم عشرات الأدلة على عجز الولايات المتحدة عن درء مثل هذه الأخطار حال وقوعها، أو درعها حال مثولها إلا في حالة واحدة هي أن تتمكن من خلال احتلال مواقع النفط قبل أن يتحرك "العدو" لاحتلالها. ولما كان ذلك "العدو" يستطيع، بحسب ما برهنت عليه الدراسة، أن يصل إلى هذه المواقع وبسبع فرق ميكانيكية محمولة جداً، حسب ما برهنت عليه الدراسة أيضاً، إلى خمسين يوماً لحشد فرقة مدرعة واحدة في هذه المواقع، فالمطلوب إذن، هو أن تسبق الولايات المتحدة "العدوّ" إلى هذا الاحتلال. أي أنه لا يبقى في النهاية من الدوافع الأمريكية وراء هذه المظاهرة العسكرية والصخب الإعلامي المكثف الذي أحاط بها غير شيء واحد لم يقله كاتب هذه الدارسة بصراحة، وإنما باستطاعة القارئ استخلاصه بسهولة من ثناياها، ذلك الشيء هو أن عبارة "تأمين تدفق نفط الخليج العربي" ليس لها غير ترجمة واحدة في قاموس الاستراتيجية الأمريكية هي الاحتلال الأمريكي لحقول هذا النفط ومنشآته عبر القبول العربي، إن أمكن، بالتسلل الأمريكي إليها بدعوى حمايتها، أو هجوماً سافراً عليها إذا ما توفرت الوسائل التي تضمن نجاح هذا الهجوم في الاستيلاء على حقول النفط ومنشآته سليمة أو شبه سليمة، وهي وسائل يقترح المؤلف العديد منها ضمن هذه الدراسة.
لقد خصص المؤلف الجانب الأكبر من دراسته: أولاً: لنقص قوة الانتشار السريع بأوضاعها الراهنة، وتبيان نقط الضعف الكامنة فيها، والتدليل على عجزها من حيث البناء والتدريب والتسليح والتجهيز والقيادة والتسهيلات اللوجيستيكية عن مواجهة ما سمى بالأخطار والتهديدات الخارجية التي تتعرض لها منطقة الخليج. وثانياً: لشرح وتحليل العقبات التي تعترض قيام هذه القوات بتدخل عسكري فعال في منطقة الخليج سواء كان التدخل ضد خطر خارجي أو خطر داخلي، وثالثاً: لاستعراض الإمكانيات الحالية لقوات الأغراض العامة الأمريكية ليبرهن عن قصور هذه الإمكانيات عن تعويض أوجه النقص من قوة الانتشار السريع وتذليل العقبات التي تعترض قيامها بمهامها. ورابعاً ليخلص إلى اقتراح قوة انتشار سريع، جديدة تماماً في بنائها وتنظيمها وتسليحها وتجهيزها وقيادتها وتسهيلاتها "اللاوجستيكية" تستطيع أن تسبق "العدو" إلى احتلال مواقع النفط؛ إذا ما توفرت لها فترة إنذار كافية هي الفترة بين وضوح نوايا "العدو" لاحتلال هذه المواقع وتحركه الفعلي بغرض إتمام هذا الاحتلال، أي أنها ستكون القوة القادرة على تجاوز القبول العربي واحتلال مواقع النفط عنوة، فاحتلال حقول النفط ومنشآته هو في التحليل الأخير، ومهما اختلفت الوسائل والأساليب، هو الهدف الأول، إن لم يكن الأوحد لاستراتيجية الولايات المتحدة في الخليج العربي. إقرأ المزيد