أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور - لونان
(0)    
المرتبة: 104,118
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار الكتاب العربي
نبذة نيل وفرات:إن المنهمك في الدنيا المكبّ في غرورها ، يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره ، وإن ذكره كرهه ونفر منه . ثم الناس : إما منهمك ، أو تائب مبتدىء ، أو عارف منتهٍ . فأما المنهمك : فلا يذكره ، وإن ذكره فيذكره للتأسف على ...دنياه ، ويشتغل بذمة ، وهذا لا يزيده ذكر الموت من الله تعالى إلا بعداً . وأما التائب : فإنه يكثر ذكر الموت من الله تعالى : إلا بعداً . وأما التائب : فإنه يكثر ذكر الموت لينبعث به من قلبه الخشية ، فيفي بتمام . التوبة ، وربما يكره الموت خيفة أن يتخطفه قبل تمامها أو قبل إصلاح الزاد ، وهو معذور في كراهته ، ولا يدخل بهذا تحت قوله صلى الله عليه وسلم : " من كره لقاء الله كره الله لقاءه ، فإنه إنما يخاف لقاء الله تعالى لقصوره وتقصيره . فهو كالذي يتأخر عن لقاء الحبيب مشتغلاً بالإستعداد للقائه على وجه يرضاه ، فلا يعدّ كارهاً للقائه على وجه يرضاه ، فلا يعدّ كارهاً للقائه ، وعلامة هذا أن يكون دائم الإستعداد له ، لا شغل له سواه ، وإلا التحق بالمنهمك . وأما العارف : فإنه يذكر الموت دائماً ، لأنه موعد لقاء الحبيب وهو لا ينسى موعد لقاء حبيبه ، وهذا في غالب الأمر يستبطىء مجيء الموت ، ويحبه ليتخلص من دار العاصين ، وينتقل إلى جوار ربّ العالمين ، كما قال بعضهم : حبيب جاء على فاقه . فإذا التائب معذور في كراهة الموت ، وهذا معذور في حب الموت وتمنّيه ، وأعلى منهما من فوّض أمره إلى الله تعالى ، فصار لا يختار لنفسه موتاً ولا حياة ؛ بل تكون الأشياء إليه أحبها إلى مولاه ، فهذا قد انتهى بفرط الحب والولاء إلى مقام التسليم والرضى ، وهو الغاية والمنتهى . وعليه ، فإن ذكر الموت ثواب وفضل ، فإن المنهمك في الدنيا قد بذكر الموت التجافي عن الدنيا ؛ لأن ذكره ينغّص عليه نعيمه ويكوّره . ومن أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء : 1- تعجيل التوبة ، 2- وقناعة القلب ، 3- ونشاط العبادة : ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء : 1- تسويف الغربة ، 2- وترك الرضا بالكفاف ، 3- والتكاسل في العبادة . فتفكّر أيها الإنسان الغافل عن الآخرة ، المنكبّ على الدنيا وزينتها . تفكّر في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته . فيا للموت من وعدٍ ما أصدقه ، ومن حاكم ما أعدله ، كفى بالموت مقرّحاً للقلوب ومبكياً للعيون ، ومغرقاً للجماعات ، وهادماً للذّات ، وقاطعاً للأمنيات . فهل فكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، وإذا انتقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق وهجرك الصديق . . . ؟ ! ! من هنا يأتي هذا الكتاب عسى أن يكون تذكرة للنفوس النافلة عن الموت ، فيعيدهم إلى شاطئ الإيمان والإسلام والتوبة والإنابة . والكتاب يعدّ من أهم الكتب التي جمعت في موضوع الموت والقبور ، فقد أفاض مؤلفه من علومه ، ونقلاً من كتب الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة . وقد وفّى وقد قسمه إلى ثلاث عشر باباً . جاءت مواضيعها على النحو التالي : 1- في ذكر حال الميت عند نزوله قبره ، 2- في كلام القبر عند نزوله إليه ، 3- في اجتماع الموتى إلى الميت وسؤالهم إياه ، 4- في اجتماع أعمال الميت عليه من خير وشر ومدافعتها عنه . . 5- في عرض منازل أهل القبور عليهم ، من الجنة أو النار بكرة وعشيّاً . 6- في ذكر عذاب القبر ونعيمه ، 7- فيما ورد من تلاقي الموتى في البرزخ وتزاورهم ، 8- فيما ورد من سماع الموتى كلام الأحياء ، ومعرفتهم بمن يسأل عليهم ويزورهم ، ومعرفتهم بحالهم بعد الموت ، وحال أقاربهم في الدنيا . 9- في ذكر محل أرواح الموتى في البرزخ . 10- في ذكر ضيق القبور وظلمتها على أهلها ، وتنورها عليهم بدعاء الأحياء وما ورد من حاجة الموتى إلى دعاء الأحياء وانتظارهم لذلك . 11- في ذكر زيارة الموتى والإتعاظ بهم . 12- في استحباب تذكر القبور والتفكر في أحوالهم وذكر أحوال السلف . 13- في ذكر كلمات منتخبة من كلام السلف الصالح في الإتعاظ بالقبور وما ورد عنهم من ذلك من منظوم ومنثور . هذا وقد صدّر المؤلف كل باب بما أورد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ثم يذكر بعض القصص والروايات . وقد وفى إبن رجب بما تعهد به من عز وكل كلام إلى قائله ، ونسبة الحديث إلى مخرجه ، متوّجاً بما تعهد به من عز وكل كلام إلى قائله ، ونسبة الحديث إلى مخرجه ، منوّهاً لما في بعض الأحاديث من ضعف ، مبيّناً علّتها . وتجدر الإشارة إلى عمل المحقق الذي جاء على النحو التالي : تخريج الأحاديث وعزو الأحاديث إلى روائها في السنين والمسانيد ، وبيان الضعيفة منها والسقيمة وعزو كل قوله إلى قائله ، وتصحيح الكتاب بالرجوع إلى المصادر التي نقل عنها المؤلف مصدّراً الكتاب بترجمة موجزة لحياة المؤلف ، مغنياً عمله بما يستوجب من تعليقات وتفسير لشكل الألفاظ . إقرأ المزيد