تاريخ النشر: 01/10/2005
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يبقى مناخ شكسبير منطقة إغواء شديد لكل كاتب ومخرج مسرحي، لكن هذا الإغواء لا يرتفع إلى منطقة الإبداع إلا في حالة معالجة خاصة وعميقة وجديدة لأعمال شكسبير. والمسرحيتان اللتان يضمها هذا الكتاب تنبعان من مرجعية شكسبيرية واضحة. ولكنهما تفككان الهيكل الشكسبيري وتعيدان تركيبه بطريقة خاصة لعل أهم ما فيها ...شحنة العصري الحالي ورائحته.
وتنطلق فكرة مسرحية "هاملت بلا هاملت" من التمسك بتداعيات الفلسفة الحتمية (لا القدرية) التي يقوم أساسها على أن الخطيئة مثلاُ، لا بد أن تؤدي إلى العقاب وأن هذا العقاب حتمي سواء نفذه إنسان أو قامت الطبيعة من داخلها بتنفيذه. إن هذا العقاب يختمر في قلب الطبيعة أولاً قبل أن يظهر في يد من ينفذه من البشر.
وتقدم فكرة هذه المسرحية على شطب شخصية هاملت من مسرحية شكسبير هاملت، وهكذا ظهرت هذه المسرحية بصيغة جديدة استطاعت أن تطرح رواية حديثة حول مسألة الخطيئة والعقاب. أما في مسرحية (سيدرا) فكان الأمر مختلفاً تماماً، وربما معاكساً لما تمّ فعله في "هاملت بلا هاملت" إذ قام الكاتب فقط بإعادة تركيب الشخصيات الرئيسية لتراجيديات الخمس الكبرى لشكسبير (هاملت، ماكبث، لير، عطيل، العاصفة) ووضعها في هيكل رامي تمثله ملحمة الطوفان التي كان بطلها زيو سيدرا السومري. وهكذا فقد قام بزرع شخصيات شكسبيرية في أرض أسطورية سومرية/سامية. وتحركت ملحمة الطوفان وتراجيديات شكسبير وفق تصوّر جديد في سياق غرائبي مختلف حيث كانت الشخصيات الشكسبيرية تتحرك وفق طبائعها التي رسمها شكسبير ولكنها في الوقت نفسه كانت تستلم شحنة إضافية من الشخصيات التي تقابلها في ملحمة الطوفان مثل (هاملت/سام)، (ماكبث/يافث)، (عطيل/حام)، (لير/سيدرا).
أما المرأة المركزية التي جمعت في شخصياتها تناقضات النساء الشكسبيريات (أوفيليا، الملكة غرترود، الليدي ماكبث، دزدمونة، بنتا لير الكبرى والوسطى) فقد اختار لها شخصية أسطورية واحدة هي (ليليث) التي لعبت دور حوّاء الباطنية التي كانت تغوي آدم والرجال في الأساطير السامية. وكانت كل هذه الشخصيات تسبح في جو (العاصفة/الطوفان) الذي كانت مرجعيته الشكسبيرية/الأسطورية مناخاً لهذا الصراع الدامي الذي سيحتدم بين هذه الشخصيات. إقرأ المزيد