جاذبية الحداثة ومقاومة التقليد
(0)    
المرتبة: 42,903
تاريخ النشر: 01/10/2005
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن من المهام الأساسية للفلسفة المغربية التفكير في الحداثة وفي علاقتها مع التقليد، وذلك بالنظر إلى أن المجتمع المغربي وفكره منشدان، بل مشدودان وممزقان بين طرفي هذه الثنائية. إلا أن آراء المفكرين المغاربة تتضارب وتتعارض ربما مع هذا الرأي. هذا ولما يستقم الحديث بين المفكرين المغاربة المعاصرين من مسألة ..."الحداثة"، اعتباراً واستشكالاً وانتقاداً، حديث المعتقد الجازم غير المنتقد ولا المستشكل، وإنما ظل في حديثهم ريب يحوم حول ما يعتقدونه وما يقولونه حول هذا الموضوع.
من هنا كان لا بد من إبداء آراءهم من خلال هذه المطارحات في الفكر الفلسفي المغربي المعاصر، والتي اشترك فيها كل من المفكرين: عبد الله العروي، عبد الكبير الخطيبي، محمد عابد الجابري، علي أومليل، طه عبد الرحمن، محمد سبيلا. وهذا جزء مما تضمخت عنه هذه المطارحات التي ضمّها هذا الكتاب.
إن الحداثة هي الأمر الذي حام عليه هؤلاء المفكرون وداروا حوله وتكلموا فيه. منهم من تطرف ومنهم من توسط، وأياّ كان الأمر؛ فإن كل هؤلاء المفكرين المغاربة الذين عرض لهم في هذا الكتاب أدركوا أهمية الدعوة إلى "الحداثة"، هذا وإن أبدوا تبرمهم من قصور الجهد المبذول في مجال تحديث والفكر المغربيين. وحتى أشدهم نقداً للحداثة الغربية ما وجد بداً من القول: "إن مجتمعاتنا العربية في واقعها الحالي، مقارنة بما كانت عليه في بداية القرن، قد تحقق لها واقع أحدث من سابقه، دون أن تبلغ بعد أعتاب الحداثة المتوافقة مع روح الحداثة؛ أي أن لدينا بالفعل ضرباً من التطبيق شبه الحداثي، أو تحديث شبهي، ولكنه تطبيق كسيح مقعد، عاجز عن تفعيل وتفعيل روح الحداثة، والمضي في التطبيق قدماً نحو تحقيقها".
فما كان من شأنه أن جعل من التفكير المغربي في مسألة "الحداثة" تفكيراُ مثنوياً: تفكير في حيثيات الأخذ بأسباب الحداثة، وتفكير في أسباب إخفاقها، لا سيما إن نحن علمنا أن النزعة إلى التحديث نجحت في العديد من الأقطار وأنها راكمت الإخفاقات في الأقطار العربية، وذلك بما ولد تلازماً بين النظر في أمر الحداثة وشأن إخفاق التحديث. ويمكن للقارئ متابعة تلك المطارحات القيمة فيخرج بتصور عن الحداثة ووضعها في الفكر المغربي. إقرأ المزيد