تاريخ النشر: 03/12/2008
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
نبذة الناشر:بيننا وبين فكر المفكر الألماني فريدريش نيتشه (1844-1900) ألف حجاب وحجاب. وهي أحجبة على ضربين: ضرب عائد إلى قارئه. من جهة أولى، لا شك أن أسلوب نيتشه الهرمسي، وأقنعته المتعددة، وعباراته الثرة... مسؤولة عن بعض "اشتكال" اعترى فكر الرجل، فهو من اعتبر أن الأصل في فلسفته، بما هي فلسفة نابتة ...متوحد، أنها "فلسفة أقواس"؟ وهو من استعار بغاية وصف هذه الفلسفة المستعصية، استعارة "الكهوف"، التي هي أشبه ما تكون بالدمى الروسية، بحيث صار وراء كل كهف نظر كهف آخر ثوى خلفه أعمق منه وأخفى وأغرب؟ ومن جهة أخرى، قراء أنظار نيتشه على طرفين احتاجاً إلى واسطة: المنتقدون لها والمعتقدون فيها. من الأوائل من "أثم" نيتشه وقد ادعى أنه كان لفكر النازية "نسيباً". ومن الثواني من ذهب في "تبرئته" كل مذهب، حتى سوغ ما لا يكاد يسوغ من آراء الرجل.
إن مسعى هذا الكتاب تمثل، بدءاً، في محاولة رفع بعض أنحاء هذه "الحجب" التي اعترت فكر نيتشه، وذلك بالعودة إلى "فكر نيتشه" من غير وساطة، فلقد آن الأوان. بعد اتمام صدور أعمال نيتشه الفلسفية الكاملة مترجمة ومحققة، أن يعمد الباحث المهتم بفكر نيتشه إلى الوصل مع متن المفكر وإلى القطع مع أشتات آرائه، وقد تحصل عن هذا أمران اثنان: أولهما، عمل هذا الكتاب على الاستجابة إلى نداء نيتشه الداعي إلى أن تقرأ أعماله -على تشذرها التشذر البديع- بضرب من القراءة "نسقي"، وذلك بحيث لا تؤخذ الشذرة المفتتة من هنا لتعارض بتلك هناك، وإنما تقرأ قراءة الوهلة الواحدة بالنفس الواحد. وثانيهما: حاول صاحب هذا الكتاب إعادة بناء فكر نيتشه بكامله بدءاً من بسائط مفاهيمه، وقد قادته في هذا البناء الجديد أنظار نيتشه في "الحداثة"، تعريفاً وتوسيماً ونقداً. إقرأ المزيد