ينبوع العين الثرة في تفريع مسألة الإمامة بالأجرة
(0)    
المرتبة: 50,818
تاريخ النشر: 09/01/2005
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:"ينبوع العين الثرة في تفريع مسألة الإمامة بالأجرة" لابن لب الغرناطي، رسالة فقهية فريدة في بابها، جليلة في موضوعها، تمتاز عن غيرها مما ألف في مسألة الإجارة على الإمامة بجودة الرأي، وحسن التوجيه والتعليل، مع استيعاب وإيعاء. وكما هو واضح من العنوان جاء موضوع الرسالة في أخذ الأجرة على ...الإمامة، حيث أن هذه المسألة هي مسألة خلافية تباينت فيها المدارك، وتضاربت الإفهام، بين مجوز يرى الحلية، ومانع يرى الحرمة ، وقائل بالكراهة والتنزيهية، ومفصل يقيد موقفه بشرائط وقيود.
وتحصيلاً لأوجه الخلاف واستجلاء لمذاهب الفقهاء، الفت هذه الرسالة حيث جاءت في أربعة فصول، عرض الفصل الأول ألقوال التي جاءت في هذه المسألة، والتي هي الكراهة مطلقاً في الفرض والنفل، المنع مطلقاً في الفرض والنفل، جواز الإجارة على الإمة في الفرض والنفل، جواز أخذ الأجرة في النافلة، جواز الإجارة في الفريضة وكراهيتها في النافلة، وقد عزي كل قول إلى صاحبه في فقهاء المالكية وغيرهم كالأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي والغزالي، والأقوال على العموم لخصت تلخيصاً مهذباُ لا يخل بالمراد، أو ترسم الصورة الواضحة لحيز المسألة في كتب الفقه ومصنفات الخلاف.
والفصل الثاني استجلى موضع الوفاق من الأقوال والمقصد من الفصل هو جمع النقول التي تعضد مذهب ابن لب في جواز أخذ الأجرة على الإمامة، وهي مستقاة من مدونات الفقه المالكي، ومجاميع نوازله المشهورة، وقمالئة على جريان العمل بالاستئجار لما فيه من مصلحة إقامة شعائر الدين، والحفاظ على تماسك الجماعة، ووحدة الكلمة. وتتخلل هذا الفصل توجيهات لبعض الأقوال، وتعقيب على كلام شعاب الدين القرافي.
وتكفل الفصل الثالث باستبيان أسباب الخلاف، أي: التعليلات الشرعية المعتمدة عند أصحاب الأحكام في المسألة، فحصرها في ثمانية، وسمى أصحابها، ويغلب على الفصل طابع التوجيه والتخريج والتعليل، ويبرز فيه حشد المؤلف للأدلة والبراهين المعضدة لرأيه، وقد كانت كتب الفقه والأصول والحديث والتاريخ مراجعه الأساسية في إقامة الحجة، وتزكية الموقف.
أما الفصل ا لرابع والأخير فخصص لمسألة فقهية دقيقة هي الحكم في العمل بقول من الأقوال في المسائل الخلافية، وذهب المؤلف إلى انتقاء المانع من العمل، يقول إذا خالف غيره، محتجاً لذلك بالحديث والأثر، وكلام أهل الأصول ومقتضى العقل والمنطق.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "قطب الريسوني" بتذييله بتحقيق لطيف حيث اهتم بتصحيح الأخطاء والتصحيفات التي زل بها ناسخوا الرسالة، واجتهد في ترميم النص وتقيم عباراته بزيادات يقتضيها السياق. وضبط الكلمات الصعبة وما أشكل من أسماء الأعلام، كما وضطلع بتخريج الشواهد القرآنية والحديثية وغنى برد النقول إلى مصادرها ومظانها على نحو يسعف في توثيق المادة وتصحيحها، هذا ولم يكتف بتصحيح النص وضبطه، وإنما أعمل القلم في التعليق على مضامينه ومحتوياته. إقرأ المزيد