تاريخ النشر: 01/08/2005
الناشر: مؤسسة الإمام شمس الدين للحوار
نبذة نيل وفرات:يضم هذا الكتاب نصوصاً وأحاديث موثقة للإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، يجمعها موضوع واحد هو "لبنان الكيان والمعنى والدور".
يعلن اللبنانيون، على اختلاف مواقعهم ومشاربهم، ما كان للإمام شمس الدين من دور مشهود في المحافظة على لبنان بكل مكوناته، خصوصاً في الفترات العصبية التي ألمت بهذا الوطن منذ أواخر ...الستينات من القرن الماضي حتى السنوات الأخيرة. ولقد آمن الإمام الراحل بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، ورأى فيه صيغة إنسانية فذة للعيش المشترك هي -في نظره- من أرقى صيغ الاجتماع الأهلي. وقد بلغ إيمانه بهذا الوطن، في صيغة عيشه، أن اعتبر المحافظة على هذه الصيغة وصونها وترسيخها واجباً دينياً وتكليفاً شرعياً على كل لبناني مسلم، فضلاً عن الواجب الوطني. وهذا إلى اعتباره وضع الشيعة اللبنانيين، في إطار صيغة اتفاق الطائف والدستور الجديد، "نموذجاً للنجاح الوحيد الذي تحقق في العصر الحديث لتصحيح وضع الشيعة في مجتمع متنوع" كما عبر في وصاياه. كل ذلك يظهر جلباً من خلال توجيهاته ومواقفه المتضمنة في النصوص المختارة، كما يظهر من خلال سيرته التي أثبتنا خطوطها العريضة في بداية هذا الكتاب.
تلك هي الغاية الأولى من اختيار هذه النصوص التي تعرض وتوثق رؤية الإمام شمس الدين للمسألة اللبنانية. ولذلك حرص على إيرادها حسب الترتيب الزمني لكي يتمكن القارئ من متابعة تطور الرؤية والمواقف.
ولهذا الكتاب غاية رئيسة أخرى هي الإشارة إلى بعض إسهامات الإمام شمس الدين الفكرية في التأسيس وإعادة التأسيس لمفهوم "اللبنانية" في أبعادها الكيانية السياسية، والحضارية الإنسانية، والحوارية التبادلية. وهي إسهامات اعتبرها الخبراء العارفون -ومن بينهم المطران جورج خضر- المشاركة الإسلامية الأبرز، على الصعيد الفكري، في تعميق مفهوم الهوية اللبنانية وجلاء مضامينها.
يمكن اعتبار هذا الكتاب طبعة ثانية، مزيدة ومنقحة لنصوص حملت العنوان نفسه وصدرت عام 1994 عن مجلة "الغدير" التابعة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان. وقد حرص على أن تتضمن هذه الطبعة الجديدة نصوصاً أساسية وأحاديث موثقة تتعلق بموضوع (لبنان الكيان والمعنى) كتبها أو أملاها الإمام شمي الدين بعد العام 1994، وكان آخرها بعض مما ورد في وصاياه الأخيرة التي سجلها قبيل وفاته في العاشر من كانون الثاني سنة 2001م. إقرأ المزيد