تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مؤسسة الإمام شمس الدين للحوار
نبذة نيل وفرات:ثمة علاقة "مريضة" بين الغرب والعالم الإسلامي، بحسب تعبير الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين. فنظرة الغرب إلى العالم الإسلامي تحكمها نزعة "فاوستية" افتراسية، فضلاً عن عنجهية السيّد حيال المسود، فيما يحكم نظرة العالم الإسلامي إلى الغرب مزيد من الشك والريبة تعززها الظلامات التاريخية التي لمّا تفته فصولاً بعد. ...وفي هذا الصدد يقول أوليفييه روا: "أن هاجس الغرب، من دز رائيلي إلى جورج بوش، مروراً بكليمنصو وكيسنجر، لم يكن في يوم من الأيام لعب ورقة التحديث السياسي في الشرق الأوسط"، لقد تولت حركة الاستشراق الحديث مهمة التنظير لهذه العلاقة المريضة وأعطتها بعداً فلسفياً، بعد ذلك جاء المنظرون الجدد لنهاية التاريخ وصدام الحضارات، من أمثال فوكوياما وهنتنغتون، وسائر المؤثرين على دوائر القرار الغربي بوجه عام، والأميركي بوجه خاص، بمن فيهم الصهاينة، جاء هؤلاء ليقدموا الإسلام باعتباره "العدوّ الأول" للغرب بعد انهيار جدار برلين، في مسعى لإعادة إنتاج سوء التفاهم التاريخي بين الإسلام والغرب، ولإنتاج ما يمكن تسميته حالة اللاحوار في المقابل يرى الإمام شمس الدين أن استقرار العالم وسلامه يتوقفان على انطلاق حوار جاد وشامل بين الغرب والعالم الإسلامي. فلا الغرب قادر على تجاهل وجودنا، ولا نحن بقادرين على تجاهل وجوده. من المؤكد أننا نستطيع متابعة حياتنا دون غرب، وكذلك يستطيع الغرب متابعة حياته من دوننا، إذا أغفلنا مسألة الطاقة. بيد أن هذه الحياة ستكون فقيرة بشكل أو بآخر لكلا الطرفين.
ضمن هذا الإطار يأتي هذا الكتاب الذي يحتوي بين دفتيه على مجموعة من النصوص للإمام شمس الدين حول علاقة الإسلام بالغرب من مختلف الوجوه. وهي نصوص مجموعة تتراوح بين بحث ودراسة ومداخلة وحوار مع الصحافة، يعود تاريخها إلى 1992-1999. وقد تمّ الحرص على استعادتها حسب ترتيبها الزمني، لما لهذا الأمر من أهمية على صعيد متابعة تطور الفكرة لدى الكاتب الإمام مهدي شمس الدين.نبذة الناشر:إن استقرار العالم وسلامه يتوقفان على انطلاق حوار جاد وشامل بين الغرب والعالم الإسلامي، فلا الغرب قادر على تجاهل وجود العالم الإسلامي، ولا العالم الإسلامي قادر على تجاهل وجود الغرب.
من المؤكد أننا نستطيع متابعة حياتنا من دون غرب، وكذلك الغرب يستطيع كتابعة حياته من دوننا، إذا أغفلنا مسألة الطاقة، ولكنها ستكون حياة فقيرة بشكل أو بآخر للطرفين. بيد أن الحوار يتطلب حداً أدنى من النجاح، وإلا فإن حواراً فاشلاً سيكون في حجم الكارثة.
إن الطموح لا بل إن الضرورة لنا وللعالم تدعونا مسلمين وعرباً لأن ندخل في مشروع النظام الدولي الجديد، لا باعتبارنا كماً بشرياً مستهلكاً للسلع أو مصدراً للمواد الخام بهدف تكبير اقتصاديات الشمالـ بل يجب أن ندخل في هذا المشروع باعتبارنا شركاء فيه ومسؤولين فيه، ولذلك يجب أن ننظم شروط دخولنا، لا من خلال اتهام الآخرين وشتمهم، بل من خلال تغيير حالنا نحو الأحسن.
ويصرف النظر عن طبيعة هذا النظام الدولى الجديد الذي يتكون فنحن لا نرفضه أو نعاديه، ولا نقف منه موقف النبذ، لأننا لا نريد أن ننطوي على أنفسنا، وإنما نريد أن نتوهج فيه من موقع الشراكة والمساهمة في صنع المصائر، لا من موقع التبعية والاستحواذ... إقرأ المزيد