تاريخ النشر: 01/06/2005
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يطرح الدكتور محمد مهدي الأصفهاني في كتابه هذا قضية هامة وجديرة بالتفكير هو: كيف ينبغي مواجهة ظاهرة المرض؟ وما هي الأساليب الفاعلة في إنتشالنا من براثن تبعاتها الوخيمة أو تحويل فترة المرض إلى مرحلة بناء مثمرة.
يقول الكاتب: "تفيد المعلومات العلمية بأن فاعلية جهاز المناعة وقدرة الجسم الدفاعية تزداد فيما ...لو تعززت معنويات الإنسان، أي بتعبير آخر عند تقوية المعنويات تطرأ تطورات إيجابية في مسيرة علاج المرض، وعلى العكس من ذلك يزيد القلق وفقدان المعنويات العالية بدورهما من معاناة المرض ومن تضاعف فتور القوى الدفاعية".
وهنا يتساءل "الأصفهاني" في كتابه هذا فيقول: "إن كان من المقرر أن يحمل هذا الكتاب عنوان "أنيس المرضى" وأن يوجه خطابه إلى المرض فلماذا الحديث عن فوائد الحيلولة دون الإبتلاء بالأمراض ومسؤولية الإنسان على صعيد الوقاية منها ما دام حديثنا على أية حال وبأي دليل موجه إلى أشخاص مرضى؟.
وهنا يجيب: "ليس في الإشارة إلى الحقائق من ضرر بل أنها تفيد المرضى الحاليين، مستقبلاً بعد تماثلهم إلى الشفاء بعون الله، كما تنفع الآخرين أيضاً".
يعتبر الكاتب أن صيانة سلامتنا مسؤوليتنا نحن ومن واجب الإنسان الوقاية من الأمراض ومن تأزمها في أي من مراحل المعاناة والعمل على معالجتها، ويؤكد في جانب آخر من كتابه على أن الله أقر في عالم الخلق أصولاً ثابتة ومعينة نطلق عليها مصطلح "القضاء" مثل قوة الجاذبية، آثار الأعمال، الموت وما إليها؛ فالقضاء الإلهي يعني قدرة الإنسان على إتخاذ إجراءات تكفه شر الرزايا، فيأخذ بالحسبان مثلاً جاذبية الأرض على نحو يمنع سقوطه في أي مكان مرتفع.
يقول الإمام الصادق عندما سئل حول الجبر والتفويض فقال: "لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين"، ويروى عنه أيضاً أنه أكد أن الإنسان خلق ليحيا عمراً مديداً ولكنه يقصر من عمره بعدم إلتزامه بالمبادئ الصحية والتغذية الصالحة.
ومن المواضيع التي يذكرها كتابنا أيضاً موضوع الشيخوخة بإعتبارها ظاهرة طبيعية ويزّد الكاتب أمثلة حول المرضى والوقاية منه وحول الأجل المسمى والأجل المعلق الذي قد يصدق على الشيخوخة أيضاً، فمن شان كل إنسان من أن منا أن يجعل هذه المرحلة من الحياة فترة زاخرة بنشاط نسبي (بإعتماد القابليات والمواهب الكامنة) ومدعاة خير في الحياة بدلاً من إعتبار هذه المرحلة فترة الخمول والفتور.
كتاب هام، يجمع ما بين العلم والدين وأساسه العقل والصحة، فالعقل السليم بالجسم السليم وبالدين السليم أيضاً. إقرأ المزيد