تاريخ النشر: 01/11/2003
الناشر: دار الكتاب العربي
نبذة نيل وفرات:حظي الأعشى بنصيب وافر من الثناء والإطراء في القديم الحديث، وتناولته الدراسات بالعرض والنقد والتحليل على كر العصور والأجيال، وبقي على الرغم من ذل كلّه دون الفحول من أمثاله شهرة وذيوع صيت، وإذا عدنا إلى ديوانه رأيناه مميزاً كماً ونوعاً. وإذا عدنا إلى شخصه رأيناه يجمع من جليل الصفات ...وقبيح الخصال ما يجعله وطن التناقضات العجيبة، حتى ليصعب عليك أن توقف عند خليفة من خلائقه من غير إلمام بنقيضها، وهو على ذلك شاعر القبيلة بمنظار عصره بكل ما تحمله هذه العبارة من بعد قبلي، وحس اجتماعي، وتواصل إنساني.
وفي هذا الكتاب شرح لديوان "الأعشى الكبير" ميمون بن قيس جمعه الدكتور "حنا نصر الحتي" وفي البداية قام الشارح بتدوين ترجمة موجزة للشاعر، تحدث فيها عن اسمه ونسبه وحياته ونتجه، وأقوال القدماء في فنه. ثم عمد إلى تجميع قصائده مرتباً قوافيها ألفبائياً مراعياً السكون فالفتح فالضم فالكسر، مختاراً بعد ذلك عنواناً لكل قصيدة من خلال أبياتها.
ثم مضى يتفحص هذه المجموعات ويتدبرها دراسة دقيقة تقوم على استقراء النص واستنطاقه، واستشفاف مدلولاته في حدود ألفاظه ومراميه واستخلاص كنه معانيه من غير أن يحمله فوق ما يحتمل ولا يوجهه وجه بعينها لا تتضمنها ألفاظه ورموزه. هذا ولم يكن الشارح يكتفي بوجه من الأمر، حين يكون له وجهان أو عدة وجوه، وإنما كان يعرض كل وجه ويقلبه على جوانبه، ويستوفي أدلته وشواهده، ثم يقابل بين هذه الوجوه المختلفة، ويناقشها وينتهي إلى ترجيح واحد منها حين يتيسر له الترجيح.
وقد حاول الشارح جهده أن يعرض الصور الفنية الجميلة لدى الأعشى في معرض شائق ولا سيما تلك التي تمت إلى عنصر إنساني عام، يعجب بها كل من يطلع عليها، وقد أراد بذلك أن يجذب القارئ إلى الإطلاع على الشعر الجاهلي، لأن به مادة شهية وفناً جميلاً لا يصح أن يحرمهما. أما ما هدف إليه من يسير الانتفاع بالديوان، فقد كان منصباً على ما يلي: أولاً: التقديم للقصائد بالتعريف للأعلام والأحداث التي يشير إليها مع بعض الملاحظات العامة عليها، وبيان بحر كل قصيدة أو قطعة، ثانياًً: وقع في نهاية الديوان فهارس فنية مرتبة ترتيباً ألفبائياً للمصادر والمراجع، والقوافي، وعناوين القصائد، متوخياً من هذا الترتيب تسهيل طريق الفائدة من غير مشقة والانتفاع التام بالنص الشعري. إقرأ المزيد