تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الأخلاق: جمع خُلق. والخُلق في اللغة يطلق على معان. قال في تاج العروس. "والخُلق" بالضم وبضمتين: السجية. وهو ما خلق عليه من الطبع. وقال ابن الأعرابي، الخلق: المروءة، والخُلق: الدين.. والجمع أخلاق". وقد ميزوا بين الخَلق بالفتح والخُلق بالضم، وإن كانا في الأصل واحد.. لكن خصّ الخَلْق بالهيئات والأشكال ...والصور المدركة بالبصر، وخص الخُلُق بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة. والخلق اصطلاحاً كما قال مسكويه في "تهذيب الأخلاق": "الخلق حال للنفس واعية إلى أفعالها من غير فكر ولا روية" وتبعه على هذا التعريف كثير ممن أتى بعده، ومنهم الغزالي في "إحياء علوم الدين" حيث قال: "الخُلق عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعاً، سميت تلك الهيئة خلقاً حسناً. وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً، وإنما قلنا إنها هيئة راسخة، لأن من يصدر منه بذل المال على الندور، لحاجة عارضة، لا يقال خلقه السخاء، ما لم يثبت ذلك في نفسه ثبوت رسوخ".
وقد اهتم القرآن الكريم بالأخلاق ومكارمها، وذمّ مساوئها في آياته المتكررة وسوره المتتالية بحيث بلغت مجموع الآيات التي تحدثت عن الأخلاق صراحة أو إشارة، أمراً أو نهياً، ما يقرب من ربع العدد الإجمالي لآيات القرآن الكريم وهذا يدل على أهمية العنصر الأخلاقي في النظرية القرآنية وأصالته في العقيدة الإسلامية.
لذا نجد أن هذا العنصر له دور أصيل في جميع ما أسسه الشارع في أصوله التشريعية والتهذيبية فإن القوانين والسنن التي سنّها الشارع وإن كانت عادلة في حدود مفاهيمها، وأحكام الجزاء وإن كانت بالغة في شدتها، لا تجري على رسلها في المجتمع، ولا تسد باب الخلاف وطريق التخلف، إلا بأخلاق فاضلة إنسانية، تقطع دابر الظلم والفساد، كملكة اتباع الحق واحترام الإنسانية والعدالة والكرامة والحياة ونشر الرحمة ونظائرها. وبالجملة السنن والقوانين لا تأمن التخلف إلا إذا تأسست على أخلاق كريمة إنسانية واستظهرت بها.
من هنا تبرز أهمية الأخلاق في استقرار حياة البشر وفي جعلها أكثر سعادة وأكثر سمواً. وحول ذلك الموضوع يأتي البحث في هذا الكتاب الذي حاول المؤلف من خلاله بيان الأخلاق ومعانيها وأهميتها ومبانيها وذلك على ضوء دراسة تحليلية أخذت منحى عقدياً فلسفياً ارتقى بمادة الكتاب والذي هو مرتقٍ أصلاً بموضوعه المطروح على بساط البحث من منطلقات قرآنية إيمانية. إقرأ المزيد