تاريخ النشر: 06/02/2019
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تمتلك الشريعة الإسلامية القدرة الفائقة على التعايش مع كل العصور، وأن هذه المنظومة المعرفية - التي تشكّلت مساحات كبيرة منها في ضوء النص الديني - تمتلك القدرة على الإستجابة لكل متطلبات الحياة؛ ولكن بقراءة جديدة وآليات حديثة، والتي من أهمها - في يومنا هذا - مراعاة مدخلية الزمان والمكان، ...والإلمام بالظروف الموضوعية التي أحاطت بعصر صدور هذا النصّ الديني، وملاحظة مدى تحقّق هذه الظروف الموضوعية في زمن التطبيقات؛ فإن تجديد منظومة المعارف الدينية عن ظروفها المحيطة بها مخلّ جدّاً بتقديم قراءة صائبة، ولنتأمل قليلاً في كلمة أمير المؤمنين علي عليه السلام: (لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم).
وعليه، وحيث أن الموروث الروائي في التراث الديني الإسلامي مصاب بعاهات كثيرة، من الوضع، والدسّ والتدليس، كان لا بد من معالجات عملانية، للخروج من تبعات التراث الروائي المؤدي إلى العزلة والإنغلاق والجمود، وهذه المعالجات تكمن في بيان مفاصل إصلاح الفكر الإنساني بشكل عام، وإصلاح الفكر الشيعي بشكل خاص.
هذا شكل المنطلق الأساس لهذه الدراسة، أو رأى الباحث أن الإتجاه الإخباري لا زال حاكماً في مساحات كثيرة على العقل الشيعي، فكان لا بد له من أن يتصدى لتحييد هذا التحكم غير العقلاني، وذلك من خلال عرضه المفاصل السليمة التي توخى منها أن تكون معالجاتها صميمية للواقع الفكري والسلوكي الشيعي المصاب بتصدعات أخبارية.
وقد اشتملت هذه الدراسة على مباحث اتصفت بالعلمية والموضوعية والجرأة والشجاعة، قلّ نظيرها في الدراسات العلمية الحوزية، وليس هذا بالمستغرب على أطروحات الباحث المرجع الديني السيّد كمال الحيدري، حيث امتلأت مصنفاته بكل ما هو جديد، على مستوى التأسيس والتأصيل، وعلى مستوى النقد والمعالجات، وعلى مستوى الشكل والعرض، وعلى مستوى الشجاعة والثقة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة، تمثل الحلقة الثالثة في سلسلة مشروعه الإصلاحي والموسومة بعنوانها العام: (إسلام محورية القرآن)، وهي سلسلة بحثية صدر منها حلقتان، الأولى: (الموروث الروائي بين النشأة والتأثير) والثانية: (ميزان تصحيح الموروث الروائي... معالم نظرية عرض الروايات على القرآن الكريم)، وهذه هي الحلقة الثالثة المتممة لأبحاث الحلقتين السابقتين والتي تحمل عنوان: (مفاصل إصلاح الفكر الشيعي). إقرأ المزيد