التوحيد، بحوث في مراتبه ومعطياته
(0)    
المرتبة: 18,899
تاريخ النشر: 01/09/2003
الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هل تعيش البشرية عامة والمسلمون خاصة مشكلة إلحاد حتى تم لمبحث التوحيد حشد هذا الكتاب بجزأيه؟ والإجابة بالتأكيد أبداً، فالإلحاد في العالم المعاصر لا يمثل مشكلة نظرية لا إلى المسلمين ولا إلى غيرهم، ورغم كل المظالم والمفارقات التي تلفّ العالم من حولنا، فإن الإنسانية تتجه صوب الإيمان. أكثر من ...ذلك يرفض الكتاب، تبعاً لمنهج البحث القرآني، أن ينطلق من إثبات وجود الله (سبحانه) كأصل موضوعي في البحث التوحيدي ونقطة بداية تفترض أن البشرية تعيش حالة إنكار وجود الله، ونداء الحق يقرع الأفئدة والعقول، (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض). إنما تكمن المشكلة في تأسيس هذا الإيمان على قواعد عرفية صحيحة. وأن يؤتي من ثمّ ثماره العملية في واقع الحياة. فإذا كان المطلوب أن يتحرك المسلمون على خط الاستقامة السلوكية، فإن هذه الاستقامة في إطار العمل الصالح لا تأتي إلا على ضوء معرفة صحيحة بصيرة. فالعلم يسبق العمل وهو مقدمة له.
من هذا المنطلق جاء العمل على هذا الكتاب الذي به تكتمل دراسة موضوع التوحيد في جزأين، عبر أقسامه الثلاثة الذاتي والصفاتي والأفعالي. فبعد أن استوفى الجزء الأول البحث عن التوحيدين الذاتي والصفاتي، يأتي الجزء الثاني ليغطي موضوع التوحيد الأفعالي. ولا شك أن البحث في التوحيد الأفعالي فهي طراوة ظاهرة وعليه مسحة من الجاذبية لا تخفى؛ فالأساس الفكري للكتاب بجزأيه، وإن كان واحداً، والصراحة العلمية والمنهجية وإن بقيت على حالها في الكتاب الثاني؛ إلا أن الذي تغير هو طبيعة المسائل التي عرض لها الجزء الثاني، إذ يتصل جانب كبير منها بالبعد العملي والاجتماعي مما يوفر معايشة أقرب إلى روح الإنسان واهتماماته. بل إن البحث العلمي في الكتاب الثاني جاء أكثر ليونة وطراوة لأنه يطرق مواضيع نظرية لها صلة أوثق بحياة الإنسان وقضاياه ومشكلاته الاجتماعية.
لو أخذنا مثلاً بحث العلم الإلهي من الكتاب الأول وقارنا بتقسيماته وفصوله مع أطول بحث في الكتاب الثاني تناول نظرية الأمر بين الأمرين، للمسنا أن المسلم برغم أنه فاقه بالحجم. هذه الفاعلية تتحول مع بحث "القضاء والقدر" ثاني أطول بحث في الكتاب الثاني، إلى حيوية تتفجر في صميم الموضوع على أطرافه لتمنحه المزيد من الجاذبية، خاصة بعد أن انتقلت المعالجة إلى الجانب الاجتماعي يرتبط به من قضايا مثيرة تلامس أبرز مسألة في واقع المسلمين المعاصر، مسألة النهضة والتقدم. الكلام نفسه ينطبق على بحث الشرور والعرش والكرسي ومظاهر الاسم الأعظم حتى الصفات السلبية ونفي الرؤية، إذ كانت الإيقاعات الإيمانية الدافئة تتقدم على صرامة البحث النظري وتسبقها إلى النفوس، وهي تنبثق من ثنايا الممارسة الفكرية وتطلع من وسط الدليل، بحيث يتجاوب العقل والإيمان معاً. تبقى الإشارة إلى أن الكتاب بجزأيه تعي أميناً على منهجية مرتكزة على عمق الفكرة ووضوح الأسلوب التعبيري، وعلى صياغة واضحة مؤدية للأفكار والمعاني دون غموض وتعقيد، كما روعي توزيع المحتوى على هيكل اجتهد أن يأتي مترابطاً، وأيضاً اختيار عناوين دالة وذلك بغاية الحصول على مزيد من التيسير والإيضاح. إقرأ المزيد