إيديولوجيا الرفض والمقاومة
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:بشهد الواقع الشيعي المعاصر في لبنان وإيران حركة سياسية ناشطة تتجلى من جهة في تنوع أشكال الممارسات السياسية على الساحة الواحدة (معارضة، مقاومة)، وفي قوة وفعالية تلك الممارسات من جهة أخرى، وهو الأمر الذي جعل من التشيع كمذهب، والشيعة كطائفة موضوعاً للعديد من الدراسات الأكاديمية والقراءات السياسية الجادة. ومن ...الجدير ذكره، أن ذلك الاهتمام اللافت الذي تحظى به حركة الشيعة السياسية اليوم ليس مصدره فقط نشاط وغنى تلك الحركة، فضلاً عن فاعليتها وما تركته ولا نزال من تأثيرات ملحوظة في الشأنين اللبناني والإيراني الداخليين، أيضاً الإقليمي وبشكل ما الدولي، بل إن مصدر ذلك الاهتمام يرجع وبدرجة كبيرة إلى أن دخول الشيعة في حركة الاجتماع السياسي، حدث بشكل مكثف وكأننا أمام مارد استيقظ في لحظة تاريخية ما، من قمقم الانكفاء والعزلة الذي مكث فيه طويلاً، إلى فضاء الحركة والفعل.
إن أكثر ما يثير الاهتمام في الحركة السياسية الشيعية الراهنة، هو خروجها غير المتوقع من حالة الانكفاء والسكون، لتصبح في غضون سنوات قليلة أحد العوامل الأكثر فاعلية في حركة الاجتماع السياسي اللبناني والإيراني، متجاوزة بحدود كبيرة واقع الشيعة الذي اتسم تاريخياً بالهامشية السياسية... والعزلة. هذا ما يحمل على طرح جملة من التساؤلات المحيرة حول الأسباب الظاهرة والعميقة لهذا التحول من موقف الانكفاء والعزلة إلى موقف المشاركة والفعل، ومن موقع الاتصال السلبي بالكيان المركزي الإسلامي وفيما بعد اللبناني، والإيراني الملكي، إلى مواقع الثورة في إيران والاعتراض والمعارضة في الداخل اللبناني، والمقاومة الصارمة في التعاطي مع الكيان الصهيوني: فما هي العوامل التي حفزت الشيعة على التحرك السياسي النشط، وترك السلبية والانكفاء؟ وما هو المسار الذي أوصل الشيعة إلى ما هم عليه من فاعلية سياسية في الوقت الراهن؟ وهل لهذه الحركة جذور عقائدية وأيديولوجية تستند إليها؟ وكيف تمّ استثارة، تلك المباني التي كانت ضامرة في مرحلة الانكفاء والعزلة؟ تلك هي الأسئلة التي شكلت المحور الأساسي في هذا البحث الذي يناقش بعمق ظاهرة اللائية الشيعية في محاولة للوصول إلى الخطوط الأساسية في أيديولوجيتها في الرفض والمقاومة. إقرأ المزيد