مراسلات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعثاته الدبلوماسية
(0)    
المرتبة: 59,600
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الضياء
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ينظم القانون الدولي العام العلاقات بين الأشخاص القانونية الدولية. ومن أجل أن تمارس الدولة علاقاتها الدولية لا بد أن تكتسب الصفة الشرعية التي أوجبها القانون الدولي للدولة، وتكتسب الدولة الشخصية القانونية الدولية عندما تتوافر فيها أركان الدولة الثلاثة. وهذه الأركان هي الشعب والإقليم والتنظيم السياسي والقانوني ويضاف إليها اعتراف ...الدول بها على رأي جانب من الفقه الدولي. وإذا ما استكملت أركان الدولة، جاز لها إقامة علاقات دولية مع الدول، وعقد المعاهدات المطلوبة لتنظيم العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
وعلى الرغم من أن الإسلام في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان حديث النشأة ولم يقم على أنقاض دولة كانت قائمة ولها موروثها الدبلوماسي وعلاقاتها الدولية، إنما هو دولة نشأت فتية في المدينة، فقد تمكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من جمع أوصال متفرقة ومتناحرة من القبائل العربية لم تكن هي الأخرى قد عهدت نظاماً دولياً كما هو الشأن بالنسبة للدول القائمة في ذلك الوقت، كالدولة الرومانية والدولة الفارسية. وقد تمكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يستحدث دولة بنظام قانوني داخلي ودولي يضاهي الدولة المعاصرة له.
ولما كانت الشريعة الإسلامية قد جاءت للناس كافة، فقد اهتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مخاطبة الملوك والأمراء وشيوخ القبائل ليطلعهم على الرسالة المكلف بإيصالها.
وقد اتجهت مخاطبات النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأمم المتطورة التي شهدت أدياناً سماوية ومؤسسات دينية، ولم يبدأ بالأمم المتخلفة التي لم تعرف الأديان، فلم يستخدم ما يطلق عليه في الوقت الحاضر بنظرية ملء الفراغ، فالإسلام خاتم الأديان السماوية، وإن فهمه وإدراكه تتطلب الوعي والقدرة والعلم والثقافة، وهذه المتطلبات لا يمكن توافرها إلا في الأمم المتطورة. ولهذا فقد بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمخاطبة الملوك والأمراء وشيوخ القبائل التي وصلت مرحلة متقدمة من الإدراك والوعي لفهم الدين الجديد.
ومن يطالع ما كتبه الفقه الدولي يراه يسند تطور المراسلات الدبلوماسية الدولية في الوقت الحاضر إلى ما توصلت إليه الدول الأوروبية ابتداءً من القرن الثامن عشر، خاصة منذ مؤتمر فيينا عام 1815. متجاهلين ما قدمه الإسلام من قواعد دبلوماسية إنسانية. وهذه الدراسة مساهمة جادة تسليط الضوء على ما قدمه المسلمون منذ قيام أول دول للمسلمين في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة. وإن ما وضعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قواعد دبلوماسية في المراسلات الدبلوماسية تفوق ما توصل إليه المجتمع الغربي حتى الوقت الحاضر. وبناء على ذلك تناولت الدراسة مفهوم الدبلوماسية الإسلامية ومذكرات النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومراسلاته الدبلوماسية في الفصول الدراسة الثلاثة. إقرأ المزيد