تاريخ النشر: 01/10/2004
الناشر: معرض الشوف الدائم للكتاب
نبذة نيل وفرات:يحتوي كتاب "هجرة الموحدين" على ما قلّ ودلّ على حقائق كانت مجهولة من البعض لجهة الأصول العربية لنبي معروف، والمتمثلة بقبائل بني طيء وشيبان وبني عجل والتنوخيين وغيرهم. وقد أبان المؤلف أن التوحيد موجود منذ القدم، وقد درج أصحابه على اعتناقه عبر التاريخ، ولم يناقضوا ما ظهرت به اليهودية ...والنصرانية، وقد توج فيما بعد بالإسلام.
والملفت في هذا الكتاب، على اختصاره، ما تضمنه من خيانة اليهود للمسلمين، ونقض العهود التي يقطعونها لهم، وهذا شأنهم منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قلبوا ظهر المجن للمسلمين يوم وقعة الخندق، وتحرك يهود الداخل من بني قريظة من خلف المسلمين، وقد كان ما بينهم معاهدة تعاون ودفاع مشترك، غير أن رأس المؤامرة "حيي بن أخطب النضري" أقنع كعب بن أسد القرظي بنقد العهد والتبرؤ منه. وقد أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حرج بليغ، وقد قال: "الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين؛ وذلك لتقوية عزائهم".
وهكذا، فإن ما ذكره المؤلف يؤكد صفة الغدر الذي يتصف بها اليهود ومنذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا. وقد كان المؤلف موضوعياً في كتابه، وقد خرج عن قاعدة اتبعها الكثير من المؤرخين الذين جعلوا التاريخ حكاية المنتصر، وقد صرح المؤلف بأن المؤرخ يكتب ما له وينسى ما عليه، مظهراً أهمية الإيمان في المعارك، وكيف أن المؤمن لا يخشى إلا ربه، ويقاتل بصلابة وضراوة دفاعاً عن أرضه ضارباً المثل بالإمام علي رضي الله عنه ورفاقه الميامين. كما أوضح دور بني عجل في معركة الخندق الذين يعتبرون الصحابي الجليل سليمان الفارسي إمامهم.
هذا وقد سلط المؤلف الضوء على ما جهاد سلمان رضي الله عنه الذي لم يقعده زهده عن أن يكون رجل قتال ونضال، والموحدون الذين يجلّون هذا الصحابي ويقدرونه يقتفون أثره في الزهد والطاعة والجهاد، بالإضافة إلى ذلك فإن المؤلف كرس ما يتداوله الموحدون أن الشيعة بنو عمهم؛ لأن الجميع تشيعوا للإمام علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا إلى جانبه وإلى جانب أولاده من بعده لغاية الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه حيث اتبع الشيعة الجعفرية ابنه موسى الكاظم، واتبع الإسماعيليون، ومنهم الموحدون ابنه إسماعيل. وقد عانى الجميع من ظلم الحكام في ذلك الزمان، وبدأت التقية تخيم على الأئمة وأتباعهم خوفاً من الاضطهاد أحياناً وستراً للحقيقة أحياناً أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف كشف في كتابه هذا عن جذور الموحدين التي كانت ضاربة في اليمن السعيد، وامتدت إلى العراق وبلاد الشام، واستقرت في الدوحة في قطر. إقرأ المزيد