المسلمون الموحدون الدروز ؛ من أسلافهم حتى اليوم
(0)    
المرتبة: 95,666
تاريخ النشر: 23/10/2019
الناشر: معرض الشوف الدائم للكتاب
نبذة نيل وفرات:إن الموحدين الدروز لم يشكلوا جزيرة قائمة بذاتها، بل يعودون بأرومتهم إلى قبائل عربية جاءت من جزيرة العرب - لأسباب وظروف قاهرة - ونزلت في بلاد الشام، لا سيما قبل ظهور المذهب التوحيدي الدرزي بقرون عدّة...
وكان التنوخيون اللخميون من أسلاف هؤلاء الموحدين، الذين قد شاركوا الفتوحات العربية لبلاد الشام، ...كما ساهم قسم من تنوخ بعملية الفتح الإسلامي لبلاد الشام، إلى جانب قادة الفتح الكبار كـ "خالد بن الوليد"، وأبي عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وأخيه معاوية.
وقد استقر هذا الفرع التنوخي في معرّة النعمان قرب حلب، مكافأة له على جهاده ضدّ الروم البيزنطيين، وقد ثبْت الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الإقطاع رسمياً لهم نتيجة ولائهم وإخلاصهم وإنتصاراتهم على أعداء الخلافة.
والجدير بالذكر أن هؤلاء التنوخيين، كانوا أسلاف الموحّدين الدروز الذين جاؤوا إلى الجبال اللبنانية بتكليف من الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، للدفاع عن هذه الجبال وعن الساحل، ولا سيما بيروت في وجه الروم البيزنطيين وأنصارهم في الداخل من المردة والجراجمة التي دخلت لبنان بعد الفتح العربي لخلق المتاعب للدولة العربية بإعتبارهم حلفاء الروم الذين أرسلوهم... وكانت الأرض الجبلية التي نزل فيها هؤلاء ذات موقع إستراتيجي مهم، لعب دوراً بارزاً في تهيئتهم للقتال والإستبسال في الدفاع عنها، مما كان له الأثر الطيب في نفوس الخلفاء وتثبيتهم فيها، وإقطاعهم المزيد من الأرض مكافأة لهم؛ فازدادت أهميتهم ومكانتهم، وأصبحوا قوة يُحسَبْ لها حسابها في أوقات الحرب كما في أوقات السلم…
كما أن هذا الموقع الإستراتيجي، الذي تحصّن فيه التنوخيون (جبلاً وساحلاً) ساهم في ترسيخ الإمارة وحكمها لمدّة قرون ثمانية، كأول إمارة عربية إسلامية في هذا الشرق... كما يؤكد من ناحية أخرى عملية "تحكّم الجغرافيا بالتاريخ"، وإرتباط التاريخ إرتباطاً وثيقاً بالجغرافيا، لا يذكر هذا بدون ذاك، وبالعكس...
في ضوء ذلك، يتبين أنه بقرار سياسي، وإرادة منهم، جاء أسلاف الموحدين الدروز إلى الجبال اللبنانية... وتنفيذاً لهذا القرار السياسي كان دورهم العسكري - السياسي المستند إلى الولاء الصادق للخلافة العربية الإسلامية، وهدف المحافظة عليها من أعداء الداخل والخارج؛ أنه قرار ذاتي "متلازم مع القرار السياسي" للقيام بمهمة تعبيرية وتنفيذية لهذين القرارين...
يتابع المؤلف في كتابه هذا، بيان تاريخ المسلمين الموحدين، الدروز، من أسلافهم حتى اليوم، وخاصة أن تبارت أقلام المفترين والمغرضين حول حقيقة الموحدين الدروز، مما جعل من هذه الطائفة الإسلامية التوحيدية "حقل رماية" لسهامهم المسمومة والمسنونة، بالإضافة إلى ذلك، فقد التقى بعض المؤرخين العرب والكتّاب اللبنانيين والعرب مع بعض المستشرقين في إلصاق التهم والإفتراءات بحق المسلمين الموحّدين الدروز وعروبتهم الصافية... منهم وصفهم بأنهم "شعب" قائم بذاته، ومنهم من قال أنهم "أمة" وآخرون وصفوهم بأنهم "قومية" مستقلة، والبعض الآخر اتهمهم بأنهم يشكلون "ديناً" بحدّ ذاته، بالإضافة إلى أنهم اختلفوا فيما بينهم على نسبهم.
لذا، ومن دافع الواجب، انبرى المؤلف إلى تفنيد تلك المزاعم من خلال هذا الكتاب الذي يبين حقيقة الدروز، من خلال عدّة محاور جاءت مواضيعها على الشكل الآتي: المسلمون الموحّدون الدروز في التاريخ: 1-الموحّدون الدروز وأسلافهم التنوخيون، 2-أنساب الموّحدين الدروز في قبائل العرب، 3-الموحّدون الدروز مذهبهم وحياتهم الدينية "الحاكم بأمر الله"، 4-أصل الموحّدين الدروز وعروبتهم، 5-الموحّدون الدروز بين الصليبيين والأيوبيين والمماليك، 6-الموحّدون الدروز في ظلّ المعنيين، 7-الموحّدون الدروز في عهد الإمارة الشهابية، 8-الموحّدون الدروز في عهد الأمير بشير الثاني، 9-صراع البشيرين (الأمير الشهابي والشيخ الجنبلاطي)، 10-الموحّدون الدروز في عهدي القائمقاميتين والمتصرفية، 11-الموحّدون الدروز في عهد الإنتداب الفرنسي، 12-الموحّدون الدروز في عهد الإستقلال، 13-الموحّدون الدروز بعد الإستقلال، 14-الموحّدون الدروز في حرب الجبل وما بعدها.
وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ إغناء الكتاب بملحق ضم وثائق هامة وصور. إقرأ المزيد