الرسائل والسجلات المنسوبة للتوحيد ؛ مقاربة تاريخية - فيلولوجية
(0)    
المرتبة: 153,161
تاريخ النشر: 21/03/2022
الناشر: معرض الشوف الدائم للكتاب
نبذة الناشر:إنّ المقاربة التاريخيّة - الفيلولوجيّة (approche historique-philologique)، وإن كانت لا تتعارض في جوهرها مع تاريخيّة النصوص الدينيّة، (historicité des textes religieux) بل تكمِّلها، لكنّها في الواقع، وكما قدّمنا، توجّه اهتمامها، بالدرجة الأولى، إلى المعطيات التاريخيّة التي توفّرها النصوص، ومدى مطابقتها وملاءمتها للأطر التاريخيّة التي توفّرها النصوص، ومدى مطابقتها وملاءمتها للأطر ...التاريخيّة التي تحدّدها الفترة، أو الفترات الزمنيّة المدروسة، دون الاخذ بمبدأ "النصّ هو الأساس" في ما يعرف بهرمينوطيقا (herméncutique) النصّ الدينيّ.
وبعبارة أخرى، لم ننطلق في مقاربة هذه الرسائل والسجلاّت من دراستها في ضوء الأصول النصّيّة، بل في ضوء السياقات التاريخيّة واللغويّة التي تقدّمها هذه النصوص.
إنّ مجمل الأبحاث والدراسات التي قدّمناها في هذا الكتاب، أجابت في اعتقادنا، وبشكل حاسم، عن هويّة هذه النصوص المنسوبة للتوحيد، والزمن التاريخيّ الذي يمكن أن تنتمي إليه.
كما أجابت عن العديد من التساؤلات الأخرى حول مصادرها في التراث اليونانيّ المنحول، أو في ما يسمّى بالإسرائيليّات التي تعجُّ بها كتب التفسير والأحاديث النبويّة الإسلاميّة، أو في التراث الفلسفيّ الدينيّ عند الهنود، ومدى معرفة الإسلام القروسطي لهذا التراث لغة ومضموناً.
إنّ اعتبار رسالة العرفان من الشريعة الروحانيّة، نصّاً توحيديّاً من تأليف إمام التوحيد حمزة بن علي، كتب في السنة الحادية عشرة لبدء دعوة التوحيد، لا يأتلف مع المعطيات التي يقدّمها هذا النصّ في ما يتعلّق بهبوط الأنفس من عالم سماويّ كانت موجودة فيه، عارفة بكلّ حقائقه، إلى عالم المادّة الأرضيّة وحلولها في الأجساد، ومن ثمّ تجوالها وانتقالها من جسد إلى آخر، حتّى تبلغ درجة من التطهّر تمكّنها من العودة إلى مستقرّها الأصلي.
هذه المعطيات المندرجة في رسالة معاذلة النفس، التي هي رسالة العرفان من الشريعة الروحانيّة، لا تجعل منها، كنصّ فكريّ - فلسفيّ، ممكنة الإنتماء حقيقةً إلى المفاهيم والمبادئ التوحيديّة، كما صاغها دعاة المعتقد في النصف الأوّل من القرن الحادي عشر للميلاد، ولا إلى الإسماعيليّة الفلسفيّة، كما بيّنّا في هذا الكتاب. إقرأ المزيد