تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:اتبعت هذه الدراسة منحى فيه شيء من الجدة في التفكير وطريقة العرض، ويستند على منهج يخرج من الأسار التقليدي في الكتابة التاريخية، حيث لا يقلد ولا يكرر ولا يسلم بالأطر المسبقة، ولا يجعل المذهب يطغى على المنهج، بل يعيد قراءة النصوص ويقوّم الروايات ويفسرها محاولاً تقديم صورة جديدة تتجاوز ...الصور التي قدمت حتى الآن عن الثورة العباسية من حيث طبيعتها وواجهاتها الدينية-السياسية ودور العرب فيها.
تناول هذا الكتاب الثورة العباسية موضحاً أن الانتصار العباسي لم يكن كما عده بعض المؤرخين المحدثين انقلاباً هدفه إحلال أسرة محل أسرة، كما لم تكن الثورة العباسية تمثل انتصاراً لأهل العراق على أهل الشام كما يحلو لمؤرخين آخرين تفسيرها، ثم أن هذا الانتصار لم يكن كما ترى فئة ثالثة من المؤرخين المحدثين انتصاراً الموالي الفرس من أهل خراسان على الدولة الأموية التي اتبعت كما يرون سياسة التمييز الاجتماعي والاقتصادي ضدهم.
إن طبيعة الدعوة ثم الثورة العباسية وواجباتها الدينية والسياسية الاجتماعية لا ترتضي لنفسها هذه التخريجات الضيقة من تقليدية أو إقليمية أو عنصرية، فقد أثبتت فصول هذا الكتاب بأن الثورة العباسية قامت على أساس تحالف متين بين القوى المتذمرة والمعارضة للحكم الأموي، وكانت قوتها الضاربة تتكون من القبائل العربية في خراسان، وجذبت شعاراتها فئة من الموالي المرتبطين بالقبائل العربية إلا أن دورهم لا يقارن بدور العرب.
وعلى ضوء ما ورد في المخطوطات من روايات تاريخية أعاد الفصل الأول من هذه الدراسة تقييم الروايات الموجودة في المصادر لتظهر قيمة هذه المصادر "الكلاسيكية"، كما أنها استعرضت ما كتبه المؤرخون المحدثون من كتب وبحوث عن الثورة العباسية.
أما الفصل الثاني فيعالج التفاسير التي قدمها المؤرخون القدماء والمحدثون لطبيعة الثورة العباسية. وبدأ بشرح موقف المؤرخين الرواد المسلمين ثم انتقل إلى موقف مؤرخي القرن التاسع عشر وبداية العشرين من الثورة ثم انتقل إلى شرح مواقف المستشرقين (هملتون جب) و(برنارد لويس) و(دانيال دينت) عن الثورة وتلميحاتهم بضرورة إعادة تقييم الثورة العباسية. وبعد أن يشرح الفصل وجهة نظر عبد الحي شعبان وغيره من المؤرخين العرب، ينتقل إلى إثبات صحة التفسير الجديد الذي يتبناه للباحث والقائل بأن القبائل العربية كانت القوة الفعالة في الثورة.
ويتناول الفصل الثالث واجهات الثورة العباسية بالتفصيل فيتعرض في الواجهة الدينية إلى الحركة الهاشمية بقيادة أبي هاشم عبد الله العلوي الذي أوصى قبل وفاته إلى محمد بن علي العباسي ليكون إماماً للهاشمية وبهذا أصبحت الحركة عباسية صرفة. ويستعرض الجذور التاريخية لإدعاء العباسيين بالخلافة. ثم ينتقل إلى ذكر إعلان العباسيين بعد تسلمهم الحكم وخاصة زمن الخليفة المهدي إلى أن ادعائهم بالخلافة يستند على كون العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم ووريثه وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له بذلك، وبهذا تبرؤوا من أية صلة بأبي هاشم والحركة الهاشمية. أما الواجهة السياسية فتبحث في استيطان القبائل العربية في خراسان وخاصة في مرو وقراها وفي أسباب استياء هذه القبائل من سياسة الأمويين العسكرية والمالية. ثم علاقتها بالوالي الأموي وبدمشق من جهة وعلاقتهم ببعضهم من جهة أخرى.
ويتطرق الفصل الرابع إلى تنظيم الدعوة فيبحث في فعاليات الدعاة في الحميمة-الكوفة-مرو. وتنظيمات الدعوة السرية من تأليف مجلس للنقباء ونظراء النقباء والدعاة والأنصار (الشيعة العباسية) ثم يتطرق إلى شعارات الدعوة ومدى تقبلها من الناس ثم تفجيرها على يد إبراهيم الإمام. والصراع الذي احتدم بين القبائل والوالي الأموي واستغلال المنظمة العباسية لذلك. ولعل هذا الفصل يضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بدور النقباء وخاصة سليمان الخزاعي شيخ النقباء وأبي مسلم الخرساني "صاحب الدولة وأمير آل محمد" ويستخلص بأن الثورة لم تنجح بسبب وجود أبي مسلم أو غيره في خراسان، بل إنها قامت ونجحت نتيجة جهد جماعي لا فردي.
أما الفصل الخامس فيسرد الأحداث والتطورات السياسية التي عجلت بنهاية الأمويين، ولعل أهم ما يستخلص من هذا الفصل هو أن سقوط الأمويين لم يكن بسبب قلة في عددهم أو عدتهم. ويبحث الفصل السادس في علاقة الحكم العباسي الجديد بالدعاة العباسيين ومدى انطباق القول المأثور "الثورة تأكل رجالها" على تطورات الأحداث في أعقاب الثورة العباسية، ويفصل في الانشقاق بين الدعاة في خراسان، والصراع بين الخليفة والدعاة على النفوذ. ويبحث هذا الفصل كذلك في كيفية تخلص النظام العباسي من الكتاب والشخصيات التي تحالفت معه أثناء الثورة.
أما الخاتمة فتتناول مغزى الثورة العباسية، أي معنى الانتقال إلى العباسيين من الناحية السياسية والحضارية، وفيها تحليل لجذور الثورة وتأكيد على أصالتها مقارنة إياها بثورات أخرى، وإبراز للتغيرات التي طرأت على المفاهيم السياسية الاجتماعية والاقتصادية، تلك التغييرات التي لولاها لما سمينا الحركة العباسية "ثورة". إقرأ المزيد