الفكر الإسلامي بين النهضة والتجديد
(0)    
المرتبة: 41,925
تاريخ النشر: 01/04/2004
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تولد عصر النهضة والفكر النهضوي نتيجة الحاجة إلى إثبات قدرة الإسلام كفكر وشريعة على مواكبة العصر وإلى إثبات عدم التنافي بين الإسلام والعلم، هذه الحاجة التي أملتها الظروف الناشئة عن النهضة العلمية الأوروبية التي قامت على أنقاض التخلف والجهل اللذين كانا سمة الاستبداد والطغيان الكنسي الذي صار العقل والحرية ...مقومي الإنسان الأساسيين. وعلى أثر النهضة العلمية الأوروبية ولوازمها الفكرية، كان الصدى من جهة الشرق وبلاد المسلمين، هذا الصدى الذي لم يكن ذي صوت واحد ولا بقوة واحدة، فمن العلماء من وقف شامخاً ليؤكد أن العلم الذي ظهر في الغرب هو نفسه كان في الماضي أحد النتاجات الكبرى للعقل الإسلامي المنفتح والذي أساء إليه المسلمون بتصرفاتهم، وأن هذا العلم انكفأ عن عالم المسلمين بسبب ابتعادهم عن الإسلام لا بسبب التزامهم به، ومن العلماء من حاول التوليف بين الروح الإسلامية والعقل الغربي، ومن العلماء من تنكر لإسلامه ورفض التفكير بأسباب التخلف الحقيقية للمسلمين. وقد أفضى عصر النهضة إلى التوجه العلماني في عالم المسلمين من جهتين: 1-الجهة القومية التي ركزت على قضايا التحرر للأمة من منطلق الحاجة إلى توجيه جميع الفئات في إطار الصراع مع الأعداء، 2-جهة الأقليات التي حاولت تشكيل جسر عبور للفكر الغربي إلى قلب الأمة من أجل الحفاظ على قوتها.
وفي بداية الثمانينات بدأت إرهاصات العولمة مع تداعياتها الفكرية بالنموذج الغربي العام، ولاحقاً بالأميركي الخاص الساعي لفرض نفسه مع لوازمه على جميع شعوب العالم والنموذج الذي يراد فرضه سمي بالحداثة أو الفكر الحداثوي. وقد ظن البعض أن ذاك التوجه أصاب الإسلام كفكر، وبالنسبة لهؤلاء بدا الإسلام عاجزاً عن مواجهة تلك الحداثوية التي دخلت كل بيت في العالم. وكان الصدى هذه المرة أكثر تشظياً وتفاوتاً في أوساط الإسلاميين: فمنهم من حاول وبسرعة قراءة الإسلام من جديد للحصول على إجابات إيجابية على الأسئلة المطروحة حول الحرية والديموقراطية والاهتمام بالعلم وبالدنيا، ومنهم من اعترف بالعجز والنقص والضعف وعدم القدرة على المواجهة، ومنهم من حاول الرد بمزيد من السلفية والتعصب ورفض النموذج موضوعاً ومحمولاً، وهناك قليلون ممن حاول المواجهة بالتأكيد على خصوصيات الإسلام الراقية؛ ومنها خصوصية العقل المنفتح للإسلام ومرونة أحكامه مما يتيح له مواكبة الإنسان في حركته مع الحفاظ على أصالته وعلى قداسة نصه وعلى ثبات مجموعة من أحكامه، ومن هؤلاء الشهيد مطهري الذي واكب بدايات هذه المرحلة حيث كان الاستحقاق الكبير بإنتاج النموذج السياسي الإسلامي المتمثل بالجمهورية الإسلامية في إيران، هذا النموذج الذي احتاج إلى التنظير وكان الشهيد مطهري أحد منظريه.
هذا باختصار الموضوع المحور الذي يدور حوله كتاب الفكر الإسلامي بين النهضة والتجديد الذي يحاول المؤلف من خلاله رصد حركة الفكر الإسلامي ومقوماته منذ عصر النهضة إلى عصر التجديد (الحداثوية) في محاولة للتركيز على أهم رواد تلك الفترة (الأفغاني، محمد عبده، الطهطاوي...) والشهير مطهري كنموذج على عصر الحداثوية، مع الاهتمام بإبراز المناحي الفكرية التي ميزت كل واحد من هؤلاء والغاية الحث على إنتاج منظومة فكرية اجتماعية تغطي حاجة الدولة الإسلامية وكذلك المسلمين تكون نابعة من الفلسفة الأصيلة التي يجب أن تظلل حركة المسلمين وسلوكياتهم. إقرأ المزيد