البلاغة العربية في ثوبها الجديد - علم البيان
(0)    
المرتبة: 56,149
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار العلم للملايين
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مادة "البيان" في أصل استعمالها عند أصحاب اللغة تدل على الانكشاف والوضوح. قالوا: بأن الشيء، يبين بياناً: اتضح، فهو بين. وأبان الشيء فهو مبين، وأبنته أنا: أي وضحته. واستبان الشيء: ظهر. واستبنته أنا: عرفته. والتبين: الإيضاح: قال الله تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم".
وجاء في ...الحديث النبوي: "إن من البيان لسحراً" في معرض الإفحام وقوة الحجة، والقدرة على الإقناع، وإثارة الإعجاب، وشدة وقع الكلام في النفس.
إن إطلاق (البيان) على الفصاحة واللسن ليس هو الأصل في الاستعمال، وإنما أطلق عليهما لما فيهما من الاقتدار على الكشف والإبانة عن المعاني والخواطر الكامنة في النفس، ويكون معناها حينئذ مقابلاً لمعنى العيّ والحصر، والعجز عن الإفصاح عند الحاجة إلى هذا الإفصاح.
ولقد ظل معنى (البيان) على هذه الصورة زماناً طويلاً، ثم أدرجت فيه معان أخرى. فكان كل كلام في التراث العربي الخالد يحمل لفظة (بيان). وقد يشارك هذه اللفظة في مدلولها كلمة (بديع) حتى قال ابن خلدون: إن علم البيان علم حادث في الملّة" ومعناه أن تنظيم البحث في الأدب، والكلام في عناصره، وما يسمو به وما ينحط كان جهداً جديداً، ودراسة لا عهد للعرب بها في جاهليتهم ولا في العصر الإسلامي، وأن (البيان) كان من العلوم التي تولى غرسها المسلمون في سبيل فهم كتابهم، والذبّ عن قرآنهم، وكان نماؤه بعد ذلك، وتشعب مباحثه بتأثير الدين، وبتوجيه المفكرين من حملته ورجاله.
أما مصطلحات البيان، من تشبيه، و مجاز، واستعارة، وسواها، فلم تدرج على أقلام العلماء والباحثين كما نشهد اليوم، وإنما حفرت طريقها على مهل، وظلت على ذلك أمداً، إلى أن ترسخت جذورها، وتوضحت معالمها وغدا كل اسم من فنونها ذا شخصية مستقلة، له صفاته المتميزة من سواه.
في هذا الإطار يأتي الكتاب الذي بين يدينا من سلسلة "البلاغة العربية في ثوبها الجديد" حيث تضمن مباحث في علم البيان، كما تواضح عليه علماء هذا الفن وأساطيره في العصر الحديث حيث درج هؤلاء على ما قرره أبو يعقوب السكاكي في كتابه "المفتاح" من تقسيم البلاغة إلى ثلاثة أقسام: قسم المعاني، وقسم للبيان، وثالث للبديع.
وجعلوا قسم البيان متضمناً: التشبيه، المجاز، الكناية، وعلى هذا التقسيم الذي تواضع عليه العلماء واتفقوا جرى الحديث في هذا الكتاب حيث تم التحدث عن فن التشبيه-أركانه، أواته، وجهه، أنواع التشبيه، أغراض التشبيه، بلاغة التشبيه، وفي فصل فن المجاز تم التعريف بالمجاز، بأقسامه: المجاز العقلي، المجاز المرسل، الاستعارة، الاستعارة التمثيلية، بلاغة الاستعارة، أما في الفصل الثالث فتم التحدث عن أقسام الكناية، الكتابة باعتبار الوسائط، بلاغة الكناية. إقرأ المزيد