بلاد الشام إبان العهد العثماني
(0)    
المرتبة: 100,611
تاريخ النشر: 01/03/2004
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لا شك أن أحكاماً جائرة، وغير ناضجة وُسِم بها العهد العثماني بسمات فيها الكثير من المغالاة والجور، فحركة العلوم والمعارف والأدب والفكر لم تكن كما صورها معظم في تناول هذه الحقبة من حيث الضعف وفقدان الإبداع وندرة النبوغ والأصالة، والدليل على ذلك أن بعض الكتب جاءت بمثابة خزانات للعلوم ...والآداب دلت على ثقافة ومعرفة بما ضمّته من فوائد شتى. وأن القسم الأكبر من إنتاج هذا العصر لم يطبع ولم يعرف به، حتى المطبوع منه لم يلق الشهرة الكافية. والحق أن بعض الدراسات تلمست مكانة العصر، وأولته بعض الاهتمام، بعد أن تيسر لها الاطلاع على الكنوز الدفينة من التراث الفكري في هذه الحقبة وقد قال بارتولد: "لا ينبغي أن يظن أن العالم الإسلامي قد مُنِّيَ بعد القرن التاسع الهجري بانحطاط، وأنه لم يستطع أن يقدم للحضارة شيئاً جديداً". هذا وتزداد المعرفة للعصر بازدياد كشف النقاب عن الإنتاج.
من هذا المنطلق تأتي الدراسة في هذا الكتاب والذي يحاول المؤلف من خلالها التركيز على الحركة الأدبية في هذا العصر شعراً ونثراً، وحصر هذه الحركة ضمن منطقة بلاد الشام. وقد اقتضى ذلك منه دراسة الأوضاع التاريخية والاجتماعية والدينية والاقتصادية... ليكون ذلك أرضية يبني عليها المؤلف دراسته الأدبية والنقدية، وذلك لإدراك العوامل البيئية والمحيط العام المؤثر في الأدب من قريب أو من بعيد. ودراسة الباحث التاريخية هذه تنقسم إلى ثلاث مراحل مهمة: مرحلة ما قبيل معركة مرج دابق، لمعرفة من هم العثمانيون، وكيف كان سكان الشام يحيون، ومرحلة مرج دابق لفهم مجريات الأحداث في التحول السياسي، ومرحلة ما بعد المعركة التي استمر فيها الحكم العثماني على العرب، مع التركيز على سائر الإطار العام مما له دور فعال في الحركة الأدبية. لينتقل المؤلف من ثم في دراسته هذه إلى استعراض الوضع الأدبي العام الذي كانت عليه بلاد الشام أيام العصر المملوكي وكيف تحوّل في العصر العثماني، متعرضاً بعدها إلى الاتجاه الأدبي النضالي والاجتماعي وإلى حركات الرفض الشعبية، متوقفاً أخيراً عند النثر وأسلوبه واتجاهاته العامة. إقرأ المزيد