تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب له من اسمه نصيب، فهو ممتع مؤنس، لرجل موسوعي الثقافة سمي أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، ومع هذا ظلمه التاريخ وظلم نفسه، ظلمه التاريخ إذ لم يحفظ لنا من سيرته إلا القليل، فلا يعرف عنه سوى أن اسمه أبو حيان علي بن العباس البغدادي التوحيدي، وأنه عاش في ...القرن الرابع في العصر البويهي، واتصل بمشاهير عصره كابن العميد وابن عباد وابن شاهويه، فمدح وقدح، وعاش عيشة ضنكاً رغم علمه وفضله، إلى أن توفي في حدود سنة 400 هـ تاركاً آثاراً خوالد منها المقابسات ومثالب الوزيرين والصداقة والصديق والإشارات الإلهية. وظلم نفسه بحرق كتبه في آخر أيام حياته انتقاماً من الدهر الذي عانده.
ومع هذا احتفظ التاريخ بكتابه هذا وهو "الإمتاع والمؤانسة" والذي يحتوي على توثيق لمسامرات مع الوزير أبي عبد الله العارض جرت على امتداد سبع وثلاثين ليلة، كتبها لصديقه أبي الوفاء المهندس، تقلب فيها الكلام وتنوع من أدب إلى فلسفة إلى شعر إلى مجون إلى فلك إلى حيوان إلى ما شاءت ثقافة ذلك العصر أن تأخذها.
وبالتالي يعد هذا الكتاب أشبه بموسوعة غير مرتبة ودائرة معارف لا نظام فيها، وبالنظر لما لهذا الكتاب من أهمية فقد اعتنى "محمد الفاضلي" بإعادة تحقيقه وإخراجه بحله جديدة تسهل مطالعتها من قبل القراء. وبالتالي اهتم المحقق بتصويب ما في النسخة المصرية من أخطاء، معتمداً على بعض ما استنتجه كما واهتم بتخريج أحاديث الكتاب، ويشرح ما غمض من ألفاظه حتى ييسر مطالعته على نهج لا مثار فيه. إلى جانب هذا اعتنى بتدوين ترجمات لكثير من الأعلام الوارد ذكرهم من الكتاب، كما وضبط الأشعار المستشهد بهم فيه. إقرأ المزيد