تاريخ النشر: 01/06/2004
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:قصة تأليف كتاب "الإمتاع والمؤانسة" قصة ممتعة، ذلك أن الوزير الحسين بن أحمد بن سعدان وزير الدولة البويهي، كان صديقاً لأبي حيان التوحيدي وكان قد قربه منه أبو الوفاء المهندس، فأصبح أبو حيان من سمار الوزير، فسامره (37) ليلة كان يحادثه فيها، ويطرح الوزير عليه أسئلة في مسائل مختلفة ...فيجيب عنها أبو حيان.
ثم طلب أبو الوفاء من التوحيدي أن يقص عليه كل ما دار بينه وبين الوزير من حديث وذكره بنعمته عليه في وصله بالوزير، فأجاب أبو حيان طلب أبي الوفاء، ودون ذلك في "الإمتاع والمؤانسة" وهو كتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة في فنون العلم، فإنه خاض كل بحر، وغاص كل لجة، وقد ابتدأ أبو حيان كتابه صوفياً، وتوسطه محدثاً، وختمه سائلاً ملحفاً كما ذكر القفطي في "أخبار الحكماء".
قسم أبو حيان كتابه إلى ليلا يدون في كل ليلة ما دار بينه وبين الوزير على طريقة السؤال والجواب: سألني وأجبته، والذي يقترح الموضوع دائماً هو الوزير. وأبو حيان يجيب طلب الوزير وقد يستطرد أبو حيان أو يسأله الوزير سؤالاً آخر أثناء الإجابة، وفي ختام كل ليلة يسأله الوزير أن يأتي بملحه الوداع وهي طرفة من الطرائف والنوادر الأدبية، فقد تكون أبياتاً شعرية رقيقة أو من الشعر البدوي أو غير ذلك.
ومهما يكن إن كتاب "الإمتاع والمؤانس" كتاب ماتع مؤنس كاسمه، يصور لنا المجتمع في العراق في عصر أبي حيان التوحيدي، والكتاب يحتوي النص الوحيد الذي كشف لنا عن مؤلفي إخوان الصفا، ثم إن أسلوب الحوار أضفى على الكتاب رونقاً وبهاءً فجعله لذيذاً ممتعاً. وأسلوبه في كتابه أسلوب أدبي فلسفي يحب الازدواج ويطيل في البيان، وهو متأثر بالجاحظ في الاستطراد لتصوير الفكرة وتشقيق المعاني، وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "عبد الرحمن الصطاوي" بتذييله بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما أشكل من عباراته وما جاء مبهماً إقرأ المزيد