تاريخ النشر: 03/01/2004
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:عثمان بن أرطفول بك هو الذي تنتسب إليه الدولة العثمانية ولد سنة 656هـ/1258م وسنه ومولده هذه هي السنة التي غزا فيها المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيزخانه بغداد عاصمة الخلافة العباسية نشأ عثمان نشأة إسلامية. فقد كان شجاعاً عندما واجه البيزنطيين الذين عقدوا اجتماعاً وتنادى أمراء (بورصة، دمارنوس، وأدره نوس ...وكستلة) البيزنطيون في عام 700هـ/1301م لتشكيل حلف صليبي لمحاربة عثمان بن أرطفل مؤسس الدولة العثمانية، وجهزوا جيوشاً من أجل هذا الغرض، تصدى عثمان لهذه الجيوش بشجاعة عظيمة أصبحت مضرب المثل عند العثمانيين جميعاً. وكان هذا لرجل يتسم بالحكمة والتعقل عندما ساند السلطان السلجوقي علاء الدين في حربه ضد الصليبيين، مما جعل السلطان علاء الدين يمنحه رتبة الإمارة، كما سمح له بسك العملة باسمه مع الدعاء له في خطبة الجمعة في المناطق تحت إمارته. إلى جانب ذلك فإن عثمان كان يتصف بالإخلاص، مما جعل سكان الأراضي القريبة منه يتعاطفون معه، ويتحركون لمساندته والوقوف معه في بناء وتوطيد دعائم دول إسلامية قوية تقف في وجه أعداء المسلمين والإسلام كالطود الشامخ. وانخرطت تحت لواء العثمانيين جماعات إسلامية عديدة مثل جماعة (غزياروم) أي غزاة الروم، وجماعة الأخيان (أي الأخوان) وجماعة (حاجيات روم). وقد قال المؤرخون عن عثمان أنه كان متديناً للغاية، وكان يعلم أن نشر الإسلام وتعليمه واجب مقدس. بالإضافة إلى أنه كان ذا فكر سياسي واسع متين، وأنه لم يؤسس دولته حباً في السلطة وإنما حباً في نشر الإسلام، وذلك يدل على أن فتوحاته كانت تهدف إلى نشر الإسلام أولاً قبل المصلحة الاقتصادية أو العسكرية وعلى عهد عثمان تجدد الوضع الديني والعسكري والسياسي للأتراك العثمانيين، فمن الناحية الدينية فقد اعتنق الإسلام وتبعه الأتراك العثمانيون وكانت عقيدتهم الدينية قبل ذلك غير واضحة تماماً ويحتمل أنهم كانوا في حالة تحول من الوثنية أو عقائد أخرى إلى الإسلام. وهكذا أسس عثمان الخلافة العثمانية التي ما زالت حديث السنين فهي التي جعلت من دولة الإسلام وخلافتها خلافة عالمية. فشقت الطريق إلى قلوب كل الناس في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهي حديث يجترّه المسلمون في وقت المحن والهزائم، ويقتدى به عندما يأخذون الطريق إلى الانتصارات والفتوحات، ويشتهون العزة والكرامة.
وفي هذا الكتاب دراسة تاريخية تتناول الخلافة العثمانية من حين نشأتها وصعودها وانهيارها وشملت تلك الدراسة أيضاً تاريخ كل سلطان من سلاطينها الذين تعاقبوا عليها وصفات كل واحد منهم والأحداث الهامة التي جرت في عهده. واختتمت تلك الدراسة بلمحة حول عوامل انهيار الدولة العثمانية ولمحة عن مصطفى كمال أتاتورك. إقرأ المزيد