صفحات مجهولة من تاريخ سورية الحديث (ذكريات، معلومات، صور)
(0)    
المرتبة: 101,924
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: دار الذاكرة للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"صفحات مجهولة من تاريخ سورية الحديث" هو كتاب يحمل دعوة للقراء والباحثين والدارسين أن يستمعوا إلى الإعلامي عبد الهادي البكار كصديق للتاريخ، كتب ما كتب مدفوعاً بعواطف جياشة مليئة بالأحزان والمآسي الشخصية والهزائم على المستويين، الذاتي والقومي، وعندما ماتت لديه الأحلام باغتيال الوحدة، سافر نحو بلاد بعيدة، بدأ فيها ...يخط حروفه بقدر قليل من فلسفة الأحداث وتصوير المشاهد، مستنداً من أدق التفاصيل التي كان وبحكم كونه إعلامياً قريباً منها مباشرة أو من وراء الكواليس.
كتب البكار عن وقائع كثيرة حدثت في فترة عهد الرئيس حافظ الأسد، تأكد خلالها يوماً بعد آخر، اعتلال الفكرة العربية القومية، وربما اضمحلالها في العالم العربي، كما تأكد خلالها احتياج دول بلاد الشام إلى استنهاض قوتها الذاتية الإقليمية، إلا أن غاية ما عثر عليه حتى الآن وبعد تنقله بين الأقطار العربية على نحو ما يقارب الأربعين عاماً خارج منطقة بلاد الشام، كمقيم في هذا الفكر أو ذاك، لا كزائر أو سائح عابر، مجتهداً عن هذه العروبة القومية التي كرس لها سنوات صباه وشبابه كلها، بعد هذا كله إن غاية ما عثر عليه هو كون هذه العروبة حالة ثقافية عربية قومية لا أكثر.
وبتأثير تلك المعاناة، وبوحي من تداعياتها قدم عبد الهادي البكار خلاصة تجارب ومعاناة مكنته من أن يضع يده على الجرح الدامي في جسد الأمة العربية وهو تباين المصالح وتباين الأمزجة في المجتمعات العربية التي اجتهد في تقسيمها إلى أربعة مجتمعات أسهب في وصفها وتحليلها.
كان تأثر الكاتب بادياً في استرسالاته بكل من حادثة إعدام أنطوان سعادة، وباغتيال العقيد عدنان المالكي، وكذلك بفشل تجربة الوحدة بين مصر وسورية. إلى جانب ذلك فإن تجربة لجوئه السياسي إلى مصر، وعمله في عدد من دول المغرب والخليج العربية، كل ذلك أكسبه تجربة عملية مع الواقع العربي، مما أدى إلى انعكاس ذلك وبوضوح في آرائه الواردة في فصول الكتاب، فقد كان المؤلف كغيره من القوميين والمثقفين يعتقد أن الوحدة شيء يسمو على الجانب المادي وهي وإن تغلفت بغلاف سياسي، لا تتعدى الجانب الثقافي، وبقيت تؤكد على الجوانب الحضارية واللغوية والتاريخية المشتركة، وهكذا كان العاملان السياسي والاقتصادي بعيدين كل البعد عن فكر هؤلاء، لذا بقيت الوحدة حبراً على ورق، ثم أصبحت مسألة سياسية قابلة للأخذ والرد بعد سقوط أول وحدة عربية بين مصر وسورية في العصر الحديث ثم غيابها في الأفق البعيد مؤذنة باستحالة قيامها.
لقد حاول البكار في صفحاته هذه أخذ مكان المؤرخ والباحث، بلغة يشتمّ منها القارئ رائحة العبرة حيناً والموعظة أحياناً أخرى، عن حقبة من تاريخ سورية السياسي لا يزال يكتنفها الغموض، خاصة وأن منطق التاريخ يختلف عن مفاهيمنا المليئة بالفضيلة والأخلاق. إقرأ المزيد