تحفة المودود بأحكام المولود
(0)    
المرتبة: 175,065
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن الله سبحانه نوّع أحكامه على الإنسان من حين خروجه إلى هذه الدار إلى حين يستقر في دار القرار، وقبل ذلك وهو في الظلمات الثلاث، كانت أحكامه القدرية جارية عليه، ومنتهية إليه، فلما انفصل عن أمه تعلقت به أحكامه الأمرية، وكان المخاطب بها الأبوين، أو من يقوم مقامهما في ...تربيته والقيام عليه، فلله سبحانه فيه أحكام أمر قيّمه بها ما دام تحت كفالته، فهو المطالب بها دونها، حتى إذا بلغ حدَّ التكليف تعلقت بها الأحكام، وجرت عليه الأقلام، وحكم له بأحكام أهل الكفر وأهل الإسلام، وأخذ في التأهب لمنازل السعداء أو دار الأشقياء، فتطوى به مراحل الأيام والليالي إلى الدار التي كتب من أهلها، ويسر في مراحله تلك لأسبابها، واستعمل بعملها، فإذا انتهى به السير إلى آخر مرحلة، أشرف منها على المسكن الذي عُمِّرَ له قبل إيجاده، إما منزل شقوته، وإما منزل سعادته، فهناك يضع عصا السفر عن عاتقه ويستقر نواه، وتصير دار العدل مأواه، أو دار الشقاء مثواه.
وفي هذا الكتاب جمع فيه ابن القيم الجوزية تلك الأحكام الإلهية المتعلقة بالإنسان من حين مولده إلى حين وفاته. ابتدأ بأحكام المولود المتعلقة به بعد ولادته ما دام صغيرة: من عقيقته وأحكامها، وحلق رأسه، وتسميته، وختانه، وبوله، وثب أذنه، وأحكام تربيته وأطواره من حين كونه نطفة إلى مستقره في الجنة أو في النار، فجاء الكتاب كتاباً نافعاً في معناه، مشتملاً من الفوائد على ما لا يكاد يوجد بسواه، من نكت بديعة من التفسير، وأحاديث تدعو الحاجة إلى معرفتها وعللها والجمع بين مختلفها، ومسائل فقهية لا يكاد الطالب يظفر بها، وفوائد حكيمة تشتد الحاجة إلى العلم بها. فكان كتاباً يصلح للمعاش والمعاد، ويحتاج إلى مضمونه كل من وهب له أولاده أو حتى من ليس له أولاد. إقرأ المزيد