أوراق حلقات نقاش: تداعيات العدوان الأميركي على القضية الفلسطينية
(0)    
المرتبة: 446,960
تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: مركز باحث للدراسات
نبذة نيل وفرات:طوال فصول العدوان الأميركي على العراق، بل قبلها، بقيت القضية الفلسطينية حاضرة.. وستكون أشد حضوراً في الأيام القادمة، والتخوفات كما التوهمات قائمة وممكنة، وعلى كل عاقل أن يضعها ضمن حساباته السياسية كما يجب أن تحضر حين يحاول قراءة المستقبل. وكلنا بات يدرك بل هو متأكد أن للكيان الصهيوني المتفرع ...(عن) أو الحليف (لـ) للولايات المتحدة الأميركية يعتبر ما جرى في العراق نصراً له كما هو بالضبط نصراً للأميركان، ولذا كان منطقياً ولافتاً في آن واحد توحد الشعب والنخب والرسميين في الكيان الصهيوني بتأييدهم المطلق لمبررات العدوان ومسوغاته وذلك لعدة أسباب وجيهة أهمها: 1- إن الكيان الصهيوني يرى في العدوان فرصة ذهبية لإزالة التهديد العسكري العراقي ونزع قوته العلمية تحديداً. 2- إن إعادة تنظيم وضعية العراق وإزالة النظام هي فرصة لترتيب المنطقة كما هي الأهداف الأميركية المعلنة بما يخوف المتردّدين من العرب الرسميين ويهدد "المزعومين" مثل (إيران وسوريا ولبنان) بالدرجة الأولى، ودول أخرى "مشوشة" مثل (السودان وليبيا واليمن)، وأخيراً دول بُناها الثقافية بحاجة إلى إعادة نظر مثل (السعودية ومصر)، وأخرى بُناها السياسية بحاجة لإعادة تنظيم كما هو الحال في (السلطة الفلسطينية). 3- إن الوجود العسكري الأميركي المباشر حول حقول النفط مع عتاد مركّز يملك القواعد والمطارات والإمدادات والتجهيزات عامل طمأنة للصهاينة المتوجسين من خطر داهم أو قائم ومستمر (مثل الحدود، والأسلحة السورية، وصواريخ حزب الله). 4- إن النتائج الفورية لإعادة ترتيب المنطقة والسيطرة الأميركية المباشرة وتخويف وإزالة التهديدات أو تأديب المخالفين والمزعجين سيترتب عليها استحقاقات قريبة وبعيدة تضع الكيان الصهيوني على الدوام في وسطها أو في مركز هام أهمها: 1- استقرار وضعية الدولة الصهيونية وتحقق الاعتراف العربي بها من واقع القوة مع السير ببرنامج بطيء وذكي لتحقيق تطبيع ثقافي واختراق اقتصادي. 2- إنهاء مطالب العرب من الصراع بفرض اتفاقية أميركية مثل تلك التي حدثت بأوسلو.. ولكن هذه المرة التوجهات هي فرض اتفاقات نهائية لاستثمار النصر في أقصى مراحله، من خلال ثلاث سيناريوهات: أ- دولة هامشية وحلول رمزية للقضايا الرئيسية مقابل إنهاء للصراع مع الكيان الصهيوني. ب- حلول انتقالية تبقي السيطرة الفعلية للكيان الصهيوني وتؤجل القضايا الرئيسية (القدس، اللاجئين). ج- إنجاز صفقة مختلطة بين صيغ الانتقال والإنهاء تؤمن تنازل الفلسطينيين عن مطلب اللاجئين مقابل كيان دولة على مناطق (أ-ب) مع ترتيبات أمنية على الحدود والتنقل والجو تبقي فعلياً السيطرة الصهيونية حاسمة ومحددة. 3- إسكات المقاومة الوطنية والإسلامية من خلال تشديد الملاحقة الداخلية والاغتيالات الميدانية من جهة وتوريط السلطة الفلسطينية باتفاق أمني جديد أساسه ضرب المقاومة الفلسطينية ولكن هذه المرة بشروط أكثر شدة وصرامة من خلال: ضبط للمهمات الأمنية للسلطة، وربما تدخل في انتقاء القيادات، تطبيقات دقيقة للمهمات والاعتقالات في آليات رقابة أميركية صارمة تشبه ما حدث لقتلة زيغي في أريحا، آليات بنيوية وسياسية تحد من سيطرة عرفات ورجالاته أو التيار المقاوم فيهم وتعزز سيطرة أبو مازن الرافضة لاستمرار المقاومة، آليات مالية تحدّد الولاء وتحتاط للمستقبل وتعاقب المخالفين وترتبط مباشرة مع الدول المانحة وتراقب وزير المالية الفلسطيني، وهذا يتكامل مع التغييرات البنيوية السياسية التي تهمش السيطرة لعرفات وتعزز حقبة أبو مازن الجديدة.
تلك كانت إضاءة لبعض الاستشرافات حول تداعيات العدوان الأميركي على القضية الفلسطينية، والتي جاءت في ورقة عمل الكاتب والباحث الفلسطيني إبراهيم أبو الهيجاء والتي تلاها في ندوة عقدت في مركز دراسات حقوق الإنسان قرب جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس وتحت إشراف وبمبادرة مركز باحث في لبنان. وتعتبر هذه الندوة ومثيلاتها اللواتي عقدن في بيروت ودمشق وكذلك مشاركات سجن مجدو تظاهرة ثقافية للجدل والأخذ والرد في قضية الساعة ومحورها وهي احتلال العراق وقياس أثرها على القضية المركزية والمحورية (فلسطين). ولتعميم فائدة تلك الندوات تم جمع أوراق حلقات النقاش والتي شارك فيها عدد من المفكرين والسياسيين والكتاب والصحافيين العرب ثم جمعها في هذا الكتاب.
وقد حملت هذه الأوراق البحثية مجمل قضايا وهموم الشارع العربي بصورة عامة والفلسطيني بصورة خاصة إثر الاعتداء الأميركي على العراق، كما دلّت على وعي وطني وحس منهجي ورؤية تحليلية موضوعية تحلّى بها المناقشون على جميع مستوياتهم مع إدراك ذكي لخلفيات وتداعيات العدوان الأميركي على القضية الفلسطينية بصورة خاصة وعلى المنطقة الشرق أوسطية بصورة عامة. لم تكتف حلقات النقاش والأوراق باستشراف تداعيات العدوان الأميركي، بل هي امتدت في طروحاتها إلى ما يجب على العرب فعله للوقوف في وجه التداعيات والواقفين وراءها، والسائرين في ركبها. إقرأ المزيد