الدبلوماسية العربية في عالم متغير
(0)    
المرتبة: 34,149
تاريخ النشر: 01/09/2003
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد أدى التقدم في مجالات التكنولوجيا والعلوم وانتشار التخصصات الفنية الدقيقة إلى تغيير المفاهيم والمسلمات الدبلوماسية وأصبح من المتعذر على أي دبلوماسي مهما بلغت ثقافته ممارسة دوره التقليدي، وبرزت مجموعة من المشكلات التي تواجهها دبلوماسيات الدول النامية في المؤتمرات والمنظمات الدولية المتنوعة بسبب قلة عدد الدبلوماسيين المتخصصين في ...بعثاتها مقارنة بضخامة عدد اللجام الفنية المتخصصة التي قد تناقش قضايا دقيقة وتفصيلية ومستقبلية تؤثر في المصالح الحيوية للدول والشعوب.
إن الدبلوماسية تنتعش في عالم يزداد انفتاحاً، وتتراجع عندما تصم الآذان، وتسود موجات الكراهية والعداء وصدام الحضارات بين الأمم والشعوب، ويسيطر على العالم قانون القوة على حساب قوة القانون، فلا يترك مجال للغة الحوار والسلام والتفاهم وهي لغة الدبلوماسية. وفي الوقت الراهن يعيش العالم مثل هذه المرحلة، وخصوصاً بعد انتهاء الحرب الباردة، وانهيار التوازن في النظام الدولي، وبروز نظام عالمي أحادي القطبية، أصبح أكثر أحادية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر. وعلاوة على ذلك، فإن المنطقة العربية تحدياً تعيش ظروفاً غير عادية بعد حرب الخليج الثالثة، والتي انتهت إلى إسقاط النظام السياسي واحتلال العراق.
وإدراكاً أهمية دور الدبلوماسية العربية في عالم متغير، وخلال هذه المرحلة الحرجة من العمل السياسي والدبلوماسي العربي بعد الحرب الظالمة على العراق، فقد عقدت وحدة الدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر مؤتمرها السنوي الثالث في الفترة ما بين 14-15 أيار/مايو 2003، تحت عنوان "الدبلوماسية العربية في عالم متغير".
لقد حقق المؤتمر نجاحاً مهماً لجهة كم ونوع الحضور، ولجهة حيوية الموضوع المطروح للنقاش، ولجهة أصالة الأوراق وعمق الحوارات. فعدد الحضور تجاوز 70 مشاركاً من الدبلوماسيين والمسؤولين والأكاديميين والباحثين الذين تناولوا لأول مرة موضوع الدبلوماسية العربية. فلم يطرح موضوع الدبلوماسية العربية، على أهميته، في أي مؤتمر سابق، وغاب عن الندوات الفكرية، ولا تتم مداولته في النقاش العام. ومن حسنات هذا المؤتمر أنه فتح باب النقاش في هذا الموضوع الحيوي الذي اتضح أنه بحاجة إلى أكثر من ندوة ومؤتمر وإلى أكثر من وقفة متأنية لمعالجة قضايا الدبلوماسية العربية وهموم الدبلوماسيين العرب.
وجاءت أوراق المؤتمر على مستوى أهمية الموضوع واتسمت بشمولية المعالجة ودقة التشخيص حول الاتجاهات الراهنة والمسارات المستقبلية للدبلوماسية العربية. وأثارت الأوراق نقاشات صريحة وحريصة وتوقفت بشكل متأن أمام الأسباب الآنية والبنيوية التي تعطل الدبلوماسية العربية، وتحد من بلورة موقف دبلوماسي مشترك يستند إلى الحد الأدنى من الإجماع العربي ويساهم في تعطيل الجهاز الدبلوماسي العربي الضخم الموجود في العواصم. وأكدت الأوراق والحوارات أن أداء الدبلوماسي العربي متواضع جداً، وأن الحكومات العربية لم تستغل الجهاز الدبلوماسي العربي الاستغلال الأمثل بل هي متهمة بتجاهلها لهذا الجهاز الذي يضم طاقات وكفاءات دبلوماسية مخضرمة وجديرة وواعدة.
لقد توزعت محاور المؤتمر على ست جلسات قدمت خلالها ست أوراق، وقد سبق الجلسات الست الرئيسية للمؤتمر جلسة افتتاحية.
في الورقة الأولى للمؤتمر، قدم د.غسان سلامة ورقة بعنوان: "تقييم نقدي لحصاد الدبلوماسية العربية" جاءت بمثابة إطلالة عامة على الأداء الدبلوماسي العربي، وهدفت إلى التعريف بالإطار العام الذي تمارس فيه الدبلوماسية العربية عملها في ظل الوضع الجديد.
الورقة الثانية: كانت بعنوان "الدبلوماسية القومية"، قدمها د.كلوفيس مقصود. ودعا فيها إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية والشروع الفوري بالمصالحة، وتجديد أسس الثقة بين البلدان العربية، وتقوية المجتمع المدني، وبناء المصالح المشتركة التي أصبحت ضرورة في ظل عالم يتعولم.
أما الورقة الثالثة للدكتور ناصيف حتي فخصصت لـ"دبلوماسية جامعة الدول العربية"، وتناول فيها أداء الدبلوماسية العربية في أربع حالات، وهي الصراع العربي "الإسرائيلي"، والحرب على العراق، والأزمة الصومالية، والتعاون الإقليمي المتعدد الأطراف، وخلص إلى مجموعة من السمات والخصائص يتسم بها القرار العربي الذي يشكل أساساً للدبلوماسية العربية. وقد قدم د.ناصيف حتي مجموعة من المقترحات من أجل تطوير العمل داخل جامعة الدول العربية.
وفي محاضرته عن "العمل الدبلوماسي والتعامل مع الأزمات والنزاعات"، تحدث السفير الأخضر الإبراهيمي من واقع خبرته الطويلة في معالجة الأزمات عن الخصائص المشتركة بين الأزمات الدولية.
في الورقة الرابعة حول "الدبلوماسية العربية في المحافل الدولية" تطرق السفير محمد حسين الشعالي إلى الآليات الداخلية لعمل منظمة الأمم المتحدة، وحلل الأداء الدبلوماسي العربي في القضية الفلسطينية والحرب العراقية الإيرانية، وفي أثناء احتلال العراق للكويت، وأورد نجاحات الدبلوماسية العربية وإخفاقاتها مؤكداً أن الدبلوماسية مهما بلغت حجتها لا تستطيع التعويض عن العجز الكامن في الأمة العربية.
أما الورقة الخامسة للأستاذ جميل مطر حول "الدبلوماسية الشمولية"، فقد ركزت على التطورات الجديدة التي أثرت بالسلب في العمل الدبلوماسي في ظل تجنيد العسكريين ورجال الأعمال وانشغال الدبلوماسي بتجميع المال والتربح، وتعقد العلاقات ووسائل الاتصال الدولية والتحولات في النظام الدولي تحت وقع النزعة الإمبراطورية للنخبة الحاكمة في واشنطن، في ظل هذه التحولات مثلت الدبلوماسيات العربية نموذجاً للاختراق من قبل الدبلوماسيات الغربية الشمولية التي تمتلك القدرة الضخمة على التمويل والنفاذ داخل المجتمعات الضعيفة.
أما د.يوسف الحسن، فقد خصص ورقته "الدبلوماسية العربية في عالم متعولم" لرصد التحولات في البيئة الخارجية والداخلية للدبلوماسية كمهنة مركزاً على تأثير تكنولوجيا الاتصال والفضائيات والتدفق المعرفي والمعلوماتي، والفاعلين الدوليين الجدد، والمزاج الجديد في البيئة الدولية بعد 11 أيلول التي أكدت سيطرة فكر أيديولوجي يميني متطرف في الاقتصاد والإعلام والسياسة في أمريكا، منتقداً الدبلوماسيات العربية المؤدلجة والمعسكرة والممزقة والعاجزة عن التعامل مع الإعلام.
لقد جاءت نقاشات مؤتمر "الدبلوماسية العربية في عالم متغير" لتحمل ملامح العملي والفكري والقديم والجديد، وبين الأفكار الكثيرة كانت ثمة خيوط ودلائل على تفكير سياسي دبلوماسي عربي مختلف، يمزج بين الوطني والقومي دون أن يخضع أحدهما للآخر في العمل الدبلوماسي.نبذة الناشر:تفرض المستجدات العالمية المتلاحقة الحاجة إلى تجديد لغة التواصل بين العرب والأسرة الدولية. فلقد خرج العرب من العقود الماضية والأحداث الأخيرة وقد ضيعوا الكثير من الفرص وخسروا الكثير من المواقع، وأفاقوا ليجدوا أنفسهم على أعتاب القرن الحادي والعشرين في مراتب متأخرة من حيث المؤشرات التنموية الحيوية في الوقت الذي لم تحل فيه قضاياهم المصيرية، ثم أفاقوا ثانية ليجدوا أنفسهم متهمين بأقسى التهم بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 الدامية.
من هنا تتجه الأنظار إلى الدبلوماسية العربية، وإلى المهام المناطة بالجهاز الدبلوماسي العربي في المرحلة المقبلة. فالدبلوماسية هي لغة الحوار وأداة التواصل المباشرة مع الآخر للتعريف بالذات، والدفاع عن القضايا، وخلق حالة وثقافة سلام تتحقق في ظلها مصالح الجميع.
هذا الكتاب يحتوي على وقائع المؤتمر السنوي الثالث الذي عقدته وحدة الدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر في الفترة ما بين 14-15 أيار/مايو 2003 تحت عنوان: "الدبلوماسية العربية في عالم متغير". وقد شارك في هذا المؤتمر كبار الدبلوماسيين العرب وجمع من أصحاب الاختصاص. إقرأ المزيد