مماحكات التأويل في مناقضات الإنجيل
(0)    
المرتبة: 5,678
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:أحمد فارس الشدياق هو أحمد بن يوسف بن منصور بن جعفر الشدياق وكلمة (الشدياق) تعني عند النصارى من كان أدنى من الكاهن درجة واحدة عالم باللغة والأدب، ولد في قرية عشتوت اللبنانية سنة 1805م-1220هـ، من أبوين مسيحيين مارونيين، سمياه فارساً، وعائلته مشهورة بالعلم والأدب أما هو فامتاز بتبحره في ...علوم اللغة، كما كان ذا قريحة شعرية، وتميزت كتاباته بسهولة الأسلوب، وإرسال العبارة بالنسبة إلى لغة عصره، وهو شديد الانتماء إلى التراث العربي، وذلك ما دفعه لتأسيس الجوائب، وفي كتاباته ميل قوي للمحافظة على الذات القومية الخاصة، فعلى الرغم من تنبيه كثيراً من أفكار المجتمع الأوروبي، إلا أنه كان ناقداً لكثير من الأحوال والتصرفات التي شهدها في رحلاته إلى أوربا.
خاض الشدياق مجال التحقيق، ولا يعرف عدد الكتب التي حققها. للشدياق بصمة واضحة في الترجمة، وقد مرّت الترجمة عنده بمراحل وأطوار الكتاب الذي بين يدينا والذي يبين فيه مناقضات كتاب الأناجيل الأربعة حيث يقول: "فإني لما رأيت مناقضات كتاب الأناجيل الأربعة كثيرة، لا يمكن حصرها، ولا يتأتي لزابر زبرها عمدت إلى أحدها، وهو الإنجيل المنسوب إلى متى معارضته بغيره من باقي الأناجيل الثلاثة، معارضة تؤت الخصم أتاً، وتبلته بلتاً. هذا ولما كان الخلاف والتخليط في الرواية والتقديم والتأخير في تاريخ الوقائع، وتوقيت الحوادث، ممن يدعون أو يدعى لهم أنهم يكتبون وهي الله، بمنزلة المناقضة، أشرت إلى ما عثرت عليه من ذلك، بعض الإشارة وفق تطور ثقافته وتجددها، وتعدد أسفاره. وقد كان لتمكن الشدياق من العربية، وقوة حافظته أثر فعال واضح في تعريب كثير من المصطلحات الأجنبية التي كانت تعترضه، ومن المصطلحات التي ابتكرها الشدياق وما نزال نستخدمها حتى اليوم: الاشتراكية، والباخرة، والجريدة. ومن مصنفاته كتب دفعه إلى تأليفها علاقته المتوترة مع الكنيسة وتحديداً إسلامه حيث أنه كان قد تحول عن المسيحية إلى الإسلام، ولعل أظهر هذه المؤلفات: (المرآة في عكس التوراة) وهناك كتاب آخر هو (مماحكات التأويل في مناقضات الإنجيل) وهو هذا ليدرجه اللبيب في ضمن الفرض الذي قصدناه، والموضوع الذي نحوناه، وليعلم أن دعوى النصارى يكون هذه الأسفار الموجودة الآن بأيديهم وحياً، داحضة فارغة، وأن مؤلف هذا الإنجيل لم يكن شاهداً بمرأى العين ما نقله، وإنما خلّد في ذلك بعض الرواة في عصره مجازفة، وكذا غيره من غيرهم، وأنه إذا بطلت الدعوى بعصمة "متى" عن الغلط فيما نقله عن عيسى، أو أخبر به عنه، لم يبق معذرة لغيره".
هكذا أتى كتاب الشدياق هذا ناقداً ومقارناً لكتب الأناجيل الأربعة وموضحاً لما بينها من تناقضات وذلك خلال ذكر مثلاً نص "متى" في موضوع ما ثم يقابله بنص "لوقا" في الموضوع نفسه، ثم يليهما النص من مرقس أو غيره وهكذا. إقرأ المزيد