تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"كنت أحار في تفسير أي الرجال أكون، إذ بمقدار ما أملك من أمي من أبي ومن السوالمة الأوائل... وربما من أشخاص آخرين مجهولين، تختلط الأمور في رأسي لدرجة لا أعرف عندها ماذا أريد أو ماذا أقول. كنت أريد أن أتحدث عن أيام طفولتي، عن أيام قديمة، ليس لأن في ...هذه الطفولة أو تلك الأيام شيئاً خارقاً يستحق أن يروى، وإنما لأن وضوحها الحاد، والوقائع الكثيرة التي حصلت خلالها، جعلتها تبدو لي عملاً روائياً كاملاً، بل جميلاً مؤثراً. هذه القناعة هي التي ملأتني خلال فترة طويلة. ولأن الأمر بهذا الوضوح، ولأني استعدت الوقائع مرات ومرات، وأتعبت ذهني بترتيبها، ثم أدخلت عليها مقداراً من التمويه، لكي لا تبدو صور الأشخاص، خاصة الأحياء منهم، واضحة ومعروفة، بعد أن فعلت ذلك، وكنت متأكداً أن الأمر لا يتطلب سوى أن أجلس إلى منضدتي لكي أشرع بالكتابة، وخلال أسابيع قليلة سيكون لديّ رواية كبيرة تعج بالتفاصيل المهمة والكائنات الحية وأخيراً المغذى الكبير، لم أستطع أن أقول شيئاً حقيقياً واحداً مما في نفسي... آه لشد ما ارتسمت في خيالي الحياة الماضية بتألقها، بجبروتها، بمصائبها، وكنت أنظر إلى نفسي بنوع من الزهد لأني عشت كل ذلك، ولأنني عشت كل ذلك فليس أسهل من أن أقبض على القلم كما أقبض على سكين وأشرع في كتابة واحدة من أخطر الروايات وأعظمها" وبدأ الرواية ومع كل بداية كانت دائماً تنشق أمامه هوة تزداد اتساعاً.
ولكنه يروي ما حصل بواقعية، لأن ما حصل معه لا يحتاج إلى خيال روائي أو أوهام شاعر، كان علاء الدين نجيب شديد الوضوح، لقد رأى جميع التفاصيل بدقة هو لم ير فقط التفاصيل، بل كان له دور فيها، وربما الدور الرئيسي، اكتشف وعاش وعرف، اكتشف هذه الفتنة التي يسمونها الحياة، عاش اللذة والألم والرعي، وعرف الكثير، وبيت القصيد هي نجوى، ماضيه، حاضره، وربما مستقبله لو كان له بعد مستقبل. كيف ستجري أحداث تلك الرواية، ماذا خلف سطورها؟!! وماذا تحمل خيالاتها المشبعة بإبداع روائيين كبيرين جبرا إبراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف. إنها ستحمل الكثير وسيقف الأكثر وراء هذا العالم الذي بلا خرائط.نبذة الناشر:تتداخل الأسئلة والأجوبة في هذه الرواية، بحيث يصعب القول أحياناً أيها هي الأسئلة، وأيها هي الأجوبة. وفي متابعة الجدلية القائمة في فصولها، يبقى الشك مثاراً، ومثيراً، وباستمرار.
لماذا تبقى عمورية عالماً بلا خرائط؟ وعلاء الدين نجيب، هل له من طريق للخلاص من متاهاتها في اعترافاته الحارة، المضطربة، المتناقضة، عن مصرع نجوى العامري، المرأة المدهشة التي تجمع بين هوج السوالمة وشبقهم، وبين حسابات الربح والخسارة التي نشأت عليها في أسرتها ومجتمعها؟
وأين يقع ذلك لكه من قصته مع ماضيه، مع أخويه صفاء وأدهم، وخاله حسام الرعد، وعمته نصرت، وأسلافه القرويين والعشائريين من قصته الأخرى، قصته مع المستحيل والجنون، الكامنين في نجوى العامري، في نفسه هو، في عصرهن في عمورية كلها؟
روائيان كبيران، جبرا إبراهيم جبرا، وعبد الرحمن منيف، تضافرت مواهبهما تضافراً مذهلاً في عمل إبداعي متفرد، لإثارة جو عابق بالحيرة والسخط، بالرغب والنشوة، في خلق هذه المدينة، عمورية، التي لم يزرها القارئ يوماً من قبل، والتي بعد أن يزورها ستسكنه تهاويلها إلى وقت طويل. إقرأ المزيد