تاريخ النشر: 01/03/2003
الناشر: شركة الملتقى للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"الأبطال، رجال يضحون بأنفسهم في سبيل الحقيقة. الجبناء، رجال يضحون بالحقيقة في سبيل أنفسهم. الإبداع، نزيف روح بين دفّتي كتاب. تأمل جمال الجسد، كلما صدّنا العطب. وكلما تأمّلنا جمال الروح، كلما زال الخلل. ثم أناس أن نخسرهم أعداءً، أفضل من أن نكسبهم أصدقاء. كثيرون يعرفون كيف يكسبون الثروة، قليلون، ...يعرفون كيف ينفقون الثروة. الشيخوخة، حيلة ابتدعها دهاء الطبيعة كي نحقق الحياة ونرتضي مصير الموت. الجمال، حكمة الشباب. الحكمة، جمال الشيخوخة. إذا استولت الدنيا على عقل، تخلت عنه الحكمة. العافية، سكينة الجسد. السكينة، عافية الروح. أن تحملنا عزلتنا بعيداً عن الناس، أهون من أن نحمل عزلتنا بين الناس".
المبدع يبدع في سبيل مبدأ واحد، أعلى من كل مبدأ هو: الحقيقة. لذا فإن حقيقة هذا المبدع أو ذاك لا بدّ أن ترتبط برسالة. ويقول إبراهيم الكوني بأن رسالته كانت دائماً قول الحقيقة عن عالمٍ ظلّ مهمشاً ومنفياً من قبل العالم على مدى آلاف السنين. عالم مجهول للعالم. مجهول ليس جغرافياً فحسب، ولكنه مجهول روحياً (أي مثيولوجياً، وتاريخياً، ودينياً، وطقسياً) وإذا كانت المدينة قد استطاعت أن تقول كلمتها من خلال أساطين أدب القرن التاسع عشر أمثال بلزاك ودوستويفسكي، وإذا كان البحر قد قال كلمته بقلم هرمان ملفيل أو همنجواي، وإذا كانت الأرض المستورة بغابات الشمال قد قالت كلمتها بقلم كنوت هامسون، فإن الخلوة العارية المسماة في لغة الطوارق صحراءً هي الوطن الأرضي الوحيد الذي لم يتمكن من قول حقيقته، ولم ينقل بالتالي للعالم رسالته، إلى اليوم.
لذا لم يجد إبراهيم الكوني أمامه خياراً، عندما بدأ رحلته كابن لليبيا، وطنه النيل، إلا أن يحمل قدره، مستنطقاً كائنات هذا الوطن المنسي، حاملاً عبء رسالته للعالم، من خلال عراك أثمر ما يزيد على الخمسين مؤلفاً مترجماً إلى كل لغات العالم الحية. وإذا كان للحقيقة منازل، فإن منازلها عند إبراهيم الكوني ستكون ذلك الهاجس المسكون بعمق الصحراء، بشساعتها، برهبتها، بغموضها، باسترسالاتها الممتدة عبر الأزمان. وكل منزل مقام من تلك الأساطير التي ولدتها تلك الصحراء. إقرأ المزيد