تاريخ النشر: 01/12/2002
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:"في السيارة التي تتوقف عند الإشارة، أرى نسرين، أسرع كي لا تراني، كانت صديقة لي في السنة الثالثة الثانوية، وفي سنتي الجامعية الأولى. ثم تباعدنا. رفاقي لا يعبجونها. أحسّ كأن ألف سنة تفصلني عنها. التعب يشلّ قدمي. هل أوقف سيارة أجرة وأذهب عن وليد؟ أم أعود إلى البيت؟ الشارع، ...بأسفلته الرطب، يذكرني بأحد أحلامي، حيث أمشي في شوارع أعلم أنها بيروت. لكنني لا أجد محلاً أو مقهى أو بناية أعرفها. كلّها غريبة. الوجوه خلف الشرفات جامدة كأنها داخل صور فوتوغرافية. المباني بلا مداخل وكذلك المحلات. المقاهي لا شيء فيها سوى ركام من الأخشاب والكراسي المخلّعة. الإسفلت يختفي. الطرق موحشة، تمتلئ بالحصى. أبحث عن بيتي طويلاً. كل شيء يعتم. أدبّ على أربع حتى أصل. لا أجد من بيتي إلا جداراً واحداً ليس من باطون حتى. أحجار مرصوفة فوق بعضها. الريح كلّما هبت تسقط بضعة حجارة منه".
رواية وسرديات تنحصر أحداثها بين جدران بيروت وشواعها وأماكنها وبين جدران ردهات وكافتيريا جامعتها L.A.U. ويتناوب على دور البطولة فيها صبايا وشبان عاشوا بيروت زمانها، مكانها وأشخاصها ولمحوا فيها شيئاً آخر. وبانوراما مختلفة.نبذة الناشر:"يتبدّل وجهه. كأنه يقلق فعلاً. أراه يستمرّ في التحديث بي. أشير له أن يجلس. يتناول جريدة عن الطاولة. يقلّب صفحاتها. أحسّ دبيب نملٍ داخل جمجمتي. يواصل زحفه إلى رقبتي، إلى أصابعي.
حتى الآن أجهل سبب انجذابي السريع إليه. أثناء حديثه، يضع يده فوق كتفي أو فوق ذراعي بطريقة عفوية. لا يدري كم يربكني. يأخذ سجارتي، يمجّ منها مجّة، يعيدها إليّ. لم أرد أن أبدو كفتاة خجولة، بلا أية تجربة. لذلك لم أتصل بأمي لأُعلمها بتأخري. آنذاك، كانت معتادة أن تعرف مواعيد ذهابي وعودتي بدقة. لكن كيف سأفعل ذلك؟ أتجنّب أن أرفع رأسي. أخشى أن يفضحني إحمرار وجهي حتى الاختناق. أستمرّ في السير محدّقة بحذائي. أعلم أنه طالب في الـ L.A.U في إدارة الأعمال. يقول: دروس مملة بالإجمال. يفكر بتغيير الاختصاص. لا يحبّ معرفة الحياة من الكتب. يفضّل أن يختبرها بنفسه. يقول ليلتها أفكاراً كثيرة تسحرني. لن أعرف إلاّ في ما بعد أن يكرّرها. كأنه لا يعرف غيرها. حفظها ربّما من أحد المسلسلات". إقرأ المزيد