تاريخ النشر: 01/10/2002
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يتضمن الكتاب الذي بين أيدينا مجموعة من الأبحاث التي قدمت في مناسبات ثقافية مميزة، من بينها مؤتمر الشعر العامي (سنة 1995)، ومؤتمر الثقافة الشعبية في لبنان (سنة 1993 وسنة 1999) وفي جامعة المنصورة (سنة 1999 و2002). كما ويحتوي الكتاب على مجموعة من الأبحاث والدراسات الأخرى المتنوعة، التي لها علاقة ...وثيقة بشخصية المؤلفة والسيرة الذاتية، وشخصية المكان والشخصية التقليدية اللبنانية، والعلاقة الجدلية بين التراث والتربية، وتعالج قضايا غاية في الدقة، من الوجهة الوطنية، وتطرح إشكاليات وتفاعلات ومؤثرات ذات أبعاد اجتماعية متعددة، كانت ولا تزال في "صلب الأيديولوجية المتصارعة" في البلاد.
ويشتمل الكتاب أيضاً مراجعات نقدية وتقويمية لمؤلفات تناولت مسائل حساسة، مثيرة للجدل والتحليل والمناقشة، من بينها أعمال المؤرخ كمال الصليبي التي تقتحم موضوعات صعبة، وتضع فرضيات شائكة تتعلق بمصادر الأديان، وأصولها التاريخية والجغرافية والمعرفية، لإيجاد تبرير عقلي للوقائع جميعاً.
أما اللحمة أو الخط الجامع الذي يربط فصول الكتاب الستة، ويضفي عليها هيكلية داخلية متكاملة، فهو وحدة موضوعها المعرفي، أي مسألة البحث في "إشكالية الهوية والتراث الشعبي". بمعنى آخر تحتل أطروحات الهوية موقعاً خاصاً في الكتاب، من حيث كونها مادته الأساسية وغايته الرئيسية، ومدار محاوره العامة. لأن الهوية، في المسار الفكري للمؤلف، لا تنفصل عن أمر آخر وهو الذات، أو "الشخصية المجتمعية"، وما تنطوي عليه هذه الشخصية من ماهية، فبين الهوية والماهية علاقة تضافر وتكامل.
أما الفهم الذي يقدمه الكتاب حول "إشكالية الهوية" فهو مشبع بالمفاهيم والمواقف التي تتخطى الاعتبارات الطائفية، وتدخل في إطار النظرة الإنسانية للوجود البشري في الزمان والمكان، أي في إطار التحليل التاريخي والاجتماعي والجغرافي للبلاد، لأن الهوية ليست كياناً في المطلق، ولا ماهية مجردة، إنها انتظام اجتماعي وسياسي، تولد فوق المكان، وفي رحاب عملية تاريخية، ومؤثرات حضارية مستديمة ومعقدة، بحيث أن التجارب المتنوعة للأجيال المتعاقبة، والعادات والتقاليد والقيم، تسهم باستمرار في بلورتها وتحديد معالمها.
كما ويقدم الكتاب، في بعض جوانبه، محاولة نموذجية للنظر إلى ملامح الشخصية اللبنانية في التراث الشعبي، لتقديم الصورة الواقعية والحقيقية عن التركيبة الحضارية والمكانية التي عملت على تكوينها. وتشبه هذه المحاولة عمليات النزوح إلى الأعماق، والحفريات، والتنقيب عن الآثار، لاتساع عالم الموروثات وعراقته وتعدد أنماطه وكثرة التحولات أو المؤثرات التي تعرض لها. إقرأ المزيد