الأمثال والحكم بين الإفتراض والواقع - دراسة سوسيولوجية حول استخدام الأمثال والحكم في الحياة المعاصرة
(0)    
المرتبة: 55,791
تاريخ النشر: 20/12/2018
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ترتبط الثقافة الشعبية بالواقع الموضوع للشعب الذي يكون منتجاً ومستهلكاً فيها، وهي أنماط سلوكية تختص بها الشرائح الإجتماعية وتمارسها وتحافظ عليها، لذا فهي تعمل على تناقلها بين الأجيال بطريقة شفوية، لتصبح قانوناً بحكم حياة الشعوب، يكون الخروج عنها أو رفضها بمثابة المحرّمات الإجتماعية التي تقابل بالإستنكار والإستهجان.
وإلى هذا، فإن ...الثقافة الشعبية تتمثل في العادات والتقاليد والفنون، كالرقص والغناء الشعبي، كما تظهر جليّاً في الأمثال والحكم الشعبية - وهي الموضوع الأساسي لهذه الدراسة - والتي تعتبر من أهم عناصر الثقافة الشعبية التي يتم تداولها من السلف إلى الخلف، مشافهة من جيل إلى جيل.
فالأمثال مرآة صادقة لحضارة الشعب ومُثُلِهِ الأخلاقية والإجتماعية، وهي في الوقت نفسه، وبما تحويه من حِكَمْ، تعتبر دستوراً أخلاقياً وقانونياً للشعوب، كما أنها من تاريخ الوطن؛ فكل مثل إنما هو مستودع ذكرى وقصة عن الأجداد، وجزء من تاريخ هذا الوطن.
وإلى ذلك، يمكن القول بأن التطور التكنولوجي أثّر بشكل أو بآخر على الحياة التفاعلية بين أبناء العائلة الواحدة أو الدائرة الإجتماعية التي يعيش ضمنها الفرد، فضعّفت عملية تناقل الثقافة بين الأجيال لتقوم بهذا الدور وسائل الإعلام الحديثة بما تنشره من أدب ثقافيّ: خاص وعام، بين مستخدميها، ولأن الإعلام إنعكاس للحالة التي يعيشها المجتمع، عليه تقع المسؤولية الكبرى، ووجب عليه أن يقوم بالوظائف التي تعزز الأدوار الثقافية عبر جعلها متاحة أمام الجميع.
إذ تعتبر وسائل الإعلام اليوم من أهم أدوات التثقيف، ونقل القيم الأخلاقية والإجتماعية، فأين أصبحت الأمثال والحكم اللبنانية في ظل الهجمة الإنترنيتية؟ وبأي بلغة يتم تناولها على وسائل التواصل والتطبيقات الإجتماعية الحديثة؟... وما دور وسائل الإعلام في إعادة نشرها؟...
إنطلاقاً من هذه التساؤلات تأتي هذه الدراسة التي تم ترتيبها ضمن قسمين، القسم النظري العام، والذي جرى فيه تناول الثقافة والتراث الشعبي بين الفلسفة وعلم الإجتماع، وإلقاء الضوء على الثقافة الشعبية اللبنانية، وبيان أهم عناصرها، أما القسم الثاني، فجاء بمثابة دراسة ميدانية، حيث تم فيه تناول واقع الأمثال والحكم الشعبية اللبنانية، وبيان طريقة إستخدامها على الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، رغم إلقاء الضوء على دور وسائل الإعلام اللبنانية في إعادة نشرها.
وعليه، يمكن القول بأن أهمية هذه الدراسة تأتي من خلال محاولة تحليل كيفية الربط بين ما كان وما يجب أن يكون من علاقة بين الموروث الشعبي "المتمثل بالأمثال والحكم الشعبية" رغم التطور التنكولوجي الحاصل "المتمثل بالشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام". إقرأ المزيد