تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بين أدينا كتاب "الكاتب الحديث وعالمه-لمؤلفه ج.س.فريزر" وهو كتاب يعد من أمهات الكتب التي تتصدى لبعض القضايا الهامة في حياتنا الأدبية. فنحن لو استعرضنا في عجالة بعض الموضوعات التي يعالجها الكتاب نجد مثلاً قسماً كاملاً عن الخلفية التي نشأت في ظلها أفكار وآراء أدبية وفتية لم تحدد بعد تحديداً ...قاطعاً حاسماً. ويتناول الكتاب معنى الحداثة في الأدب والواقعية والمفهوم التاريخي للأدب، وتجارب علم النفس في مجال الأدب بوجع عام وفي الرواية بوجه خاص. كما يتناول أسباب الغموض والتعقيد والسخرية والتهويمات السارحة في مجال الشعر الحديث، ومعنى الحداثة في فن المسرح.
ثم يتناول الكتاب الرواية في ضوء نشأتها التاريخية وفترات الانتقال والتحول وما اعتراها من انبساط وانقباض وفترات صعود وفترات هبوط منتهياً بها إلى القرن العشرين. ثم يعرج الكاتب بعد ذلك على الفن المسرحي مستعرضاً إياه إبان وأثناء العصر الفيكتوري وما تعرض له وما اعتروه من معوقات أو ما أتيح له من فرص، ثم يخلص من ذلك إلى فترة 1890م، حيث انتعاش المسرح ونهوض على يد كاتبين من أيرلندة (شو، ووايلد).
ويمضي الكاتب ليلقي الضوء على المسرح الشعري وانتفاضته الصاعدة التي دفعت به إلى الحياة، بل يتناول الكاتب الشعر بوجه خاص في مطلع القرن العشرين وفيما بين الحربين، واتجاهات الشعر المختلفة في بعض مناحي الحياة. وتمضي الرحلة لتحط رحالها في وقفة مستأنية في ظلال النقد الحديث فيتناول الكاتب اتجاهات النقد منذ العصر الفيكتوري نزولاً إلى القرن العشرين، وما تفرع عن هذا النقد من اتجاهات ومدارس متعددة وما كان يحكمه من تراث وتقاليد ثم ما يلتزم به الآن من اتجاهات معاصرة تلوح رؤاها في دنيا اليوم والغد-ويتخذ الكاتب نماذجه من الرواية الإنجليزية والمسرح الإنجليزي، ويشرع في تحليل العمل الذي وقع اختياره عليه مقارناً إياه بأعمال أخرى مواكبة له أو سابقة عليه، محللاً ما بين يديه في ضوء اتجاهات متعددة من النقد.
ونلمس الإلمام الكبير والثقافة الواسعة في مجال المعارف الإنسانية التي يسخرها جميعها لصب أضواء كاشفة تجلى للقارئ جوانب خفية في العمل قيد البحث. ومن ثم يتجاوز الكاتب حدود المحلية ويرقي إلى مستوى من النقد والثقافة والمعرفة يفيد منه القاصى والداني. وننسى أننا حيال عمل إنجليزى خاص يستوجب ثقافة بعينها، وإنما نشعر أننا بإزاء تيار متدفق من الثقافة الرفيعة ترتفع بنا فوق مستوى الحدود والمحليات فنجد ثروة من النقد والمعرفة صالحة لكل مكان وزمان أقرب إلى العملة الصعبة التي تروج في كل الأسواق. والخلفية الثقافية الأدبية التاريخية لدى الكاتب لا تغرق نقده فتخنق روحه وتتلاشى الفكرة الخلاقة تحت ركام الامواه المتكاثفة، وإنما يرشد الكاتب هذه الثقافة ترشيداً يخدم غرضه ويفي بحاجات القارئ. إقرأ المزيد