تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار الهلال
نبذة المؤلف:نظرت إلى المحقق الأمريكى الذى يجلس أمامها فى لامبالاة ويكتب الكثير والكثير من الكلمات الإنجليزية، ويتصفح جواز سفرها المصرى وكأنه بطاقة حكم بالإعدام، كانت تشعر بغضب وشيء من الخوف والندم على السفر إلى أمريكا، والندم على التحرك من الإسكندرية أصلاً!
ولم تكن واثقة بالمحقق الأمريكي، ولم تكن تعرف تهمتها! وبدا لها ...أن المحقق لابد أنه يضطهدها بسبب جواز السفر المصري! وأحداث "حداشر" سبتمبر! "الله يخرب بيت الارهاب وسنينه!" وبالطبع لم تفهم الكثير من أسئلته. ولكنها تعرف أنها متهمة، وأن تهمتها ربما تؤدى بها إلى السجن.. الاغتصاب.. ربما؟! تفحصت المحقق الأمريكى من جديد وقشعريرة تسرى فى جسدها! هل سيغتصبها هذا الرجل أولاً ثم زملاؤه؟! هل هذه أمريكا إذن؟ هل هذه نهايتها التعيسة. سيغتصبها بالتأكيد.. ربما هذا هو ذنب محمود.. كان لابد أن تتزوج من محمود.
همس المحقق بشيء لزميله، وأخذ يتصفح جواز السفر من جديد ويمدد رأسه على المقعد.. لم يبد عليه أى اهتمام بها كامرأة، وهذا أسعدها كثيراً!! فعلى الأقل لو انتهى باها الأمر فى سجن أمريكى فى جوانتانامو! ستعيش شريفة عفيفة ومنسية بالطبع! وأول من سينساها هو أخوها فى أمريكا!
دخلت أمريكا من مطار جون كنيدى بنيويورك، وهى فى انتظار الطائرة من نيويورك إلى واشنطن حيث سيقابلها أخوها، وفى نيويورك بدأت المأساة! دخلت بالفعل أمريكا، ثم بدأت المأساة! وكل هذا بسبب وصايا أخيها! ماذا قال: صفاء.. لا تنسى ورق البردى والتماثيل الفرعونية و"التى شيرتات" بالرسم الفرعوني.. لا تنسى نفرتيتى بالذات وتوت عنخ آمون! إياك أن تنسى توت عنخ آمون! لو نسيت توت عنخ آمون فلن تستفيدى بهذه الرحلة أبداً! نحن لا شيء بدون توت عنخ آمون! لا لم تنس توت عنخ آمون وهذه هى النتيجة!
بعد حوالى عشرين دقيقة وهى تسند خدها بيدها وتشعر برغبة جامحة فى الصياح فى وجه الامريكى الذى يجلس أمامها.. بعد عشرين دقيقة سمعت صوتاً عربياً! الإنقاذ سيأتى بالطبع، دخل رجل قصير.. نحيل فى منتصف العمر، الشعر الأبيض يظلل رأسه، وفتح فمه بلهجة بدوية أردنية قوية وقال: "جولى ليش عطيتى التى شيرت للأمريكية يا مرة؟" إقرأ المزيد