تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: مكتبة الأسرة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:كان الحوار بوجه خاص هو المنهج الذى اتبعه سقراط، وهو عبارة عن مناقشة تدور بين شخصين أو أكثر، فى هيئة سؤال وجواب، وقد يكون السؤال سؤال استنكار أو تهكم أو استسار أو تسليم، فان سلم المستفسر بما يقال ترتبت على ذلك أمور، وإن سلم بما يناقضها ترتبت أمور أخرى، ولكن ...لابد من التسليم بأحدهما على أى حال. وهذا النوع من الحوار كان يستخدمه السفسطائيون، وهو صالح للبحث فى الأمور الانسانية من تقاليد وأخلاق وعقائد دينية وتشريعات دنيوية ومصالح سياسية. ويبدو أنه كان مستخدما فى أكاديمية أفلاطون، الى أن أبطله أرسطو بمنهجه فى القياس المنطقى والبرهان.
والحوار السقراطى من هذا القبيل غير أنه اتخذ طابعا معينا تميز به، من حيث أن سؤاله تهكم يوقع محاوره، أو خصمه، فى الارتباك، ولا يبادر سقراط بالجواب، ولكنه يستخرجه من محاوره نفسه، أو بعبارة أخرى "يولده" من هنا سمى منهجه بالتهكم والتوليد. والنماذج من المحاورات التى كتبها أفلاطون كثيرة. بل ان أحد الموازين التى بها نميز المحاورة السقراطية التى تمثل آراء سقراط من ا لمحاورة الافلاطونية التى تعكس فكر أفلاطون هو اتبعا هذا المنهج. ان وجد واصحا كانت المحاورة سقراطية، مثل محاورة أوطيفرون وأقريطون وبروتاجواس وغيرها، وان اختفى هذا المنهج وحل محله السرد، والرواية المتصلة كما هى الحال فى "القوانين"، كانت المحاورة أفلاطونية.
ومن الموازين التى يعتمد عليها النقاد فى الفصل بين المحاورة السقراطية والمحاورة الأفلاطونية، أن الأولى لا تنتهى الى نتيجة حاسمة، وانما تظل المناقشة مفتوحة الأبواب، على هذا الأساس اعتبر المؤرخون محاورات هبياس، وايوان، وخرميدس، ولاخس، وليسيس وجورجياس، وبروتاجوراس، وأطيفرون، والدفاع وأقريطون، من ا لمحاورات السقراطية. ولم يعدوا فيدون كذلك. غير أن القدماء رتبوا المحاورات ترتيبا آخر، فجمعوا كل أربع منها بحسب موضوع متقارب فى "رابوع"، وأول هذه المجموعات أوطيفرون والدفاع وأقريطون وفيدون، وهى تدور حول اتهام سقراط بانكار الآلهة، ودفاعه عن نفسه فى المحكمة، وسجنه ورفضه الهرب وفى معنى الشجاعة، ثم فيدون وتبحث فى خلود النفس. إقرأ المزيد