المهدي وطرف من خبر الآخرة
(0)    
المرتبة: 101,727
تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:فضاءان إثنان يتوزعان السرد في "روايتان المهدي وظرف من خير الآخرة" للروائي المصري عبد الحكيم قاسم، الأول واقعي دنيوي، والثاني متخيل أخروي يحيل إلى تجربقة الموت بما هو انتقال من الحياة إلى الآخرة واستغراق سردي في فضاء القبر بما هو وحشة وعقاب وتصفية حساب مع الضمير وهو بلا شك ...مساءلة جسورة للتفسير الديني لما بعد الموت.
وفي هذا العمل تتأطر شخوص وأحداث النص في جغرافيا القرية المصرية بما تستدعيه تلك الفترة – ثمانينات القرن العشرين – من سمات تؤشر على القسوة والعنف والفقر وسطوة الصمت، وهيمنة الرقيب، ويكفي في هذا السياق أن نستدعي الوصف الذي استهل به فصل (الموت) : "والرحلة إلى هنا تمضي في حارة ضيقة يتقارب فيها الصفان المتقابلان من واجهات الدور، يحصران بينهما وهج الشمس، والغبار، وسخونة خانقة، وحياة أمام أبواب البيوت وسخة، كسيحة، متخبطة، توشك أن تكون ذاهلة في غايتها، ماضية في غير سياق ... وفي الدور النساء منذورات للقعود والثياب السوداء والبكاء، وقهر خانق يدافعنه بحق أسود وغل مسموم ...".
تتمحور الرواية حول علاقة الجد بالحفيد وتهيمن هذه العلاقة على المسارات السردية للرواية بحيث يمكن القول إنها تشكل أساس الحبكة، وتتمظهر شخصية الجد بـ "السلف" بما هو نسق ورموز وتمثيلات متعالية ورؤى إلى العالم تحتفظ بقابليتها للإستمرار في الزمان والمكان، بينما تتمظهر شخصية الحفيد ب "الحاضر" وحب القراءة والاطلاع وجب القراءة والإطلاع "يتناول الحفيد الكتب مجلداً بعد مجلد، يقلب في الواحد قليلاً ثم يتركه ليأخذ غيره ..." وهو ما يمكن تفسيره بالتقابل في النص بين عالم الأموات وعالم الأحياء، لكن ثمة تداخلاً وتمازجاً بين العالمين يسوقنا بداهة إلى افتراض رغبة الذات الكاتبة في الإحتجاج لتمثيل زحف الموت على الحياة، وبما يستدعيه ذلك من سطوة للمقدس وانحسار لرقعة الدنيوي ...نبذة الناشر:باب كبير له عقد عال جهم بسيط الزخرف في جدار عميق الصمت من كتل الحجر الأبيض عليها غبرة القدم.
المصراع من غليظ الخشب المخرم بصفائح الحديد المدقوق فيها مسامير كبيرة الرؤوس. الرحلة الى هنا محتومة، والنية تولد في لحظة صمت مبهمة، لها أصداء ربما تفوت السمع لكنها تصيب القلب. تظل تنقر على جلده المشدود حتى يكون خوف آت... وهو خوف لايمكن الفرار منه، ولا يمكن اقتسامه مع الآخرين... انما ينبغي أن يرحل الواحد به كما يرحل المجروح بجرحه.
وفي الدور النساء منذورات للقعود والثياب السود والبكاء، وقهر خانق يدافعنه بحقد أسود وغل مسموم .
والرجال تعود في الباحة على رأس الحارة يصك الأرض تحتهم دبيب النساء في قبعان الدور. هل تروض الذعر الكلمات الحكيمة والمواعظ الحسنة، هل تفك الطلاسم المضروبة على القلوب المشتاقة لريق الأنوثة وريق الرجولة. أي قدر لايدفع آخذ بخناق قلوب الرجال والنساء. إقرأ المزيد