تاريخ النشر: 16/03/2011
الناشر: دار مدارك للنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ما منا إلا وعايش قريباً أو صديقاً يعيش في عالم الظلام البصري... فكيف يعيش أولئك الذين لا أبصار لهم، هل هم فعلاً يفتقدون أبصارهم؟... أم أننا نحن نكون ذهنياً رؤية محددة عنهم؟!... تساؤلاً أخذت الإجابة عنه تركي الدخيل إلى هذا البحث الممتع في عالم المكفوفين.
قرأ تجربة المكفوف من خلال ...الأقلام التي شاهدها، ومن خلال المطاعم التي تردد عليها، في بريطانيا وفرنسا، وكان من يخدم فيها من المكفوفين كما ذهب إلى بشار بن مرد والمعري وبورخيس وطه حسين، يقرأ بصيرتهم التي افتقدها أكثر المبصرين، وخاض في ما تحدث به العرب عن العميان وفضائلهم.
كانت الرحلة خلابة إلا أن الشيء المحزن فيها هو في المبصرين الذين لا يعرفون قيمة العينين، ولا قيمة البصر، يقصرون في التأمل والقراءة والمطالعة، ويسرفون في التمييز في أحايين ضد المكفوفين.
ولكن حقيقة الأمر يكشفها الشاعر الراحل الكبير نزار قباني من خلال هذا البيت الذي جاء في قصيدته التي وجهها إلى الراحل الدكتور طه حسين، والذي جعله عنواناً لكتابه: إرم نظاريتك ما أتت أعمى... إنما نحن جوقة العميان".
في كتابه هذا، حرص تركي الدخيل على تدوين بعض الخطوط العامة حول المكفوفين، وحول عالم الظلام، فرأى فيه العالم المذهل والساحر الآسر... اتخذ من مهند أبو دية النموذج المبدع والكاتب المخترع ليكون العمود الفقري لهذا الكتاب، عسى أن يكون نبراساً حاضر لجيلٍ من الشباب المبصرين قبل المكفوفين، ليعلموا أن في الحياة مساحات كبيرة للإبداع، ونوافذ مشرعة للعطاء، تجعل لها معنى، وللعيش قيمة، وللساعة التي نقضبها أثراً لا يشابهه أثر.
وبعد ذلك كله... فإن فقدان البصر لا يعني فقدان البصيرة؛ وأن يأخذ الله من عيونكم نوراً ففي قلوبكم النور الكبير وجمال الوجود الكبير... وكما أن الفقد يكون في البصر؛ فإنه يصبح أشدّ وأنكى، إذا ما أصاب الهمة، وضرب العزيمة... والتحذير من هذا النوع من الإعاقة، إعاقة الهمة، وهو مقصد تركي الدخيل من كتابه هذا... ولبه... وغايته الأسمى.
وبعد... فإن في هذا الكتاب رحلة في حدائق المكفوفين المزهرة، حين يكون الخيال بديلاً من الواقع، والصورة الحسنة بديلةً عن الصورة السيئة... يكون المكفوفون بمأمن عن مشاهدة المساوئ فقط حين يتخيلون العالم كما يرونه في دواخلهم، لهذا يبدون أنقياء. إقرأ المزيد