تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار المنهاج للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:إن الإمام الغزالي رحمه الله تعالى هو القلعة الصامدة التي تكسرت على صخراتها معاول الإلحاد ودعاة الفلسفة، فأخرس ألسنتهم فلم ينبسوا ببنت شقة، وأتى بنيانهم من القواعد فخرَّ عليهم السقف، وكفى مَن بعده من المسلمين مؤونة السجال، فاستحق بحق أن يكون حجة الإسلام رحمه الله تعالى.
دَرَسَ الإمام الغزالي فلسفتهم دراسة ...المتبصر، ثم شرع في نقدها ونقضها، ولكنه يعلّقنا بتآليفه طريقة العلماء الحكماء؛ وهي الإطلاع على آرائهم غثها وسمينها، وصحيحها وسقيمها، ثم غربلتها وتصفيتها والرد عليها.
ولا بد من الإنتباه إلى أمرٍ على غاية من الأهمية: ألا وهو الإنتباه إلى أن كتاب "مقاصد الفلاسفة" هو مقدمة أو كالمقدمة لكتاب "التهافت"، فلا بد من قراءة الكتابين على الترتيب؛ لأنه ذكر في مقدمة "المقاصد": أنه سُئل عن تأليف كتابٍ يكشف عن تهافت الفلاسفة، ولا مجال لذلك ولا مطمع لما هنالك إلا بعد التعريف بمقاصدهم وبيان معتقدهم؛ فإن الوقوف على فساد المذاهب قبل الإحاطة بمداركها محال، بل هو رمي في العماية والضلال.
فشرع في بيان كلامهم بعبارة وجيزة، تشتمل على حكاية مقاصدهم من وجهة نظر أصحابها من خلال علومهم الأربعة، التي هي معتمدهم؛ وهي: الرياضيات، والإلهيات، والمنطقيات، والطبيعيات.
أما الرياضيات.. فلم يتعرض لها؛ العدم مخالفتها، فلا فائدة للإشتغال بإيرادها، وأما الإلهيات.. فأكثر عقائدهم على خلاف الحق، والصواب نادر فيها، وأما المنطقيات.. فأكثرها على منهج الصواب، والخطأ نادر فيها، وأما الطبيعيات.. فالحق مشوب فيها بالباطل، والصواب مشتبه بالخطأ، وسيتضح البيان والرد وكشف العوار في كتاب "التهافت".
وهذا أمر مهم جداً؛ فإن لكل كتاب من مسماه نصيب، ولا بد لكل من يقرأ "المقاصد" أن يتبعه "بالتهافت"؛ وإلا.. فقد يثبت الخطأ في ذهنه، وقد نبه الإمام الغزالي على ذلك في آخر كتابه، وأشرنا له في هذه العجالة؛ لترسيخ الحق في الأذهان، وقد قامت دار المنهاج بفضل الله ومنَّته بنشر الكتابين؛ لتتم الفائدة ويحصل المقصود. إقرأ المزيد