في النقد الذاتي ؛ ضرورة النقد الذاتي للحركة الإسلامية
(0)    
المرتبة: 93,257
تاريخ النشر: 02/04/2012
الناشر: دار مدارك للنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:طرح الفكر الإسلامي نفسه في صورة فكر وحركة، ووضع لنفسه هدف تغيير المجتمع وتولي قيادته، للوصول إلى هذا الهدف قام بتحليل الواقع ونقده، ورسم تصوراً جديداً، ثم مارس نشاطاً للوصول إلى هذا الهدف، مع كل الإخلاص الذي اندفع به العمل الإسلامي عجز عن الوصول إلى هدفه وسؤال يطرح نفسه: ...لماذا عجز العمل الإسلامي عن تحقيق الهدف الذي وضعه لنفسه في صورة تغيير الواقع وتولي قيادته؟...
هذا السؤال يجعل بين طياته عنوان الكتاب... فما يطرحه المؤلف من أفكار وموضوعات إنما تصب في دائرة المراجعة... مراجعة الذات الإسلامية وليس تزكيتها والثناء عليها فحسب... وبالتالي فإن ذلك يسوق إلى سؤال فرعي جديد... ما هو مسبب العجز؟ وللإجابة يرى المؤلف أنه لا بد أولاً من تبني عقلية منهجية هي حاضرة عند تحليل أي مشكلة إنسانية وعقلية غير منهجية، فأمام الفشل في تحقيق أي هدف إنساني يطرح السؤال نفسه، هل هناك سبب للفشل أم لا؟ كيف بالإمكان معرفة أسباب الفشل إذا لم يتم البحث عن ذلك قبل كل شيء في الذات الإسلامية وهذا معناه النقد الذاتي.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من النقد يعتبر غريباً على المسلمين... إلا أن هذا المفهوم... مفهوم النقد الذاتي بمعنى مراجعة النفس أو النشاط فردياً كان أو جماعياً ثم محاسبتها هو روح القرآن المكثفة، وإذا كان علماء المسلمين سابقاً أسسوا على التحريم والتعديل، فالعمل والفكر الإسلامي ليس أكثر قداسة من علم الحديث، لذا يرى المؤلف بأنه لا بد من وضع علم الجرح والتعديل لهذا العمل والفكر الإسلامي، أي بمعنى النقد الذاتي، فمثل هذه الروح، أي روح المراجعة والنقد الذاتي، ما زالت غير منهجية عند المسلمين، أي لا تتسم بالروح العلمية، ومعظم الكتابات تمشي في إتجاه "تثريه الذات" وليس "مراجعة الذات"، وإختلاط هذا الأمر يرجع في طبيعته إلى طبيعة التفكير الديني، فطالما كان العمل جهاداً في سبيل الله وإبتغاء مرضاته، فهو يخلع ظل القدسية على العمل، ويختلط المبدأ الشخصي وفصل المبدأ عن ممارسة الشخص لهو أمر حيوي يجب التنبه له، فليست كل ممارسة صحيحة.
قد يتشنج المسلمون، ويستمرون في الخطأ، ولكنهم سيكررون دفع الثمن حتى ينتبهوا إلى الأخطاء فيتفادوها، هكذا يموج العالم الإسلامي بمشاكله التي تتراكم بتراكم السنين، وفي محاولة إنقاذية يحاول المؤلف العودة إلى أصل المشكلة الإسلامية من خلال عملية نقدٍ ذاتي والتي هي من أصعب الأمور، لأنها مواجهة للذات "ونحن تعودنا الفرار من الذات، أو إعطاء ما يشبه التقديس للذات"، ومتجاوزاً كل الحواجز في سبيل تلك الغاية.
يمضي المؤلف في تسليط الضوء على مشكلة الفكر الإسلامي ونقد أوضاعه المريضة متمسكاً بمبدأ اللاعنف على كل أصعدته: السياسي، الفكري، الإجتماعي، الإنساني... لأن عملية اللاعنف هي الوجه الثاني لولادة الإنسان محرراً من علاقات القوة، وهي إعلان ولادة العقل، وبعبارة مختصرة يحاول المؤلف من خلال كتابه هذا وجهة نظره في العمل الإسلامي ككل، من خلال نظرية نقدية موضوعية الذات الإسلامية بصورة عامة الحركة الإسلامية على وجه الخصوص في فكرها الذي ما زال سجين مقولات كانت صالحة لزمانها وثانياً مقبلاً على التفتيش في عيوب ومساوئ الآخرين، معرضاً عن مساوئه وعن كشف ذاته أمام ذاته مما أعاقها عن تولي القيادة. إقرأ المزيد