سطوة الذهب ؛ قصة استبداده بالقلوب والعقول
(0)    
المرتبة: 142,258
تاريخ النشر: 01/02/2002
الناشر: مكتبة العبيكان
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:قبل مائة سنة مضت، قص "جون راسكين" John Ruskin حكاية رجل صعد على متن سفينة وهو يحمل كل ثروته في كيس كبير مملوء بالقطع النقدية الذهبية. وبعد بضعة أيام من بداية الرحلة هبَّت عاصفة هوجاء وانطلق الإنذار داعياً إلى هجرة السفينة. صعد الرجل إلى سطح السفينة وهو يربط الكيس ...حول خاصرته ثم قفز من الحافة ليغوص إلى قاع البحر مباشرة. ويتساءل راسكين: "في تلك اللحظات التي كان فيها الرجل يغوص باتجاه القاع، هل هو الذي يمتلك الذهب أم أن الذهب هو الذي كان يمتلكه؟...".
يحكي هذا الكتاب كيف ترك الناس قطعاً من معدن تدعى الذهب تُسكرهم، وتستحوذ عليهم، وتأسرهم، وتذلّهم تُحلّق بهم بعيداً في الخيال. لقد حرّك الذهب مجتمعات بأكملها، وقضى على اقتصاديات وحولها إلى أشلاء، وحدَّد مصائر بعضهم على بعض لارتكاب أفظع الجرائم، وجعل الرجال يتكبدون المشاق أملاً بالعثور على ثروة سريعة للتخلص من الفاقة والقلق.
"يا لروعة الذهب، من يمتلك الذهب يمتلك كنزاً باستطاعته مساعدة الأرواح في الدخول إلى الفردوس". تلك كانت كلمات كولومبس أثناء رحلته الأولى إلى أمريكا. وبما أن جمال الذهب الذي يتألق كالشمس، ولا يخبو، فقد رأى فيه ملاذاً يحميهم من العتمة التي تتربص بهم. ورغم ذلك نرى أن مفارقة راسكين تبرز أمامنا في كل لحظة لتتحدانا من جديد. وسواء تعلق الأمر ببيرسيوس وهو يبحث عن الجزة الذهبية، أو اليهود وهم يرقصون حول العجل الذهبي، أو كروسيوس وهو يداعب العملات الذهبية أوسوتر، صاحب الجداول الذي أشعل حمى الذهب في كاليفورنيا، كل أولئك كانوا يمتلكون الذهب، بيد أنّ الذهب هو الذي امتلكهم جميعاً.
إذاً إن الفكرة الرئيسية في الحكاية بأكملها هي تلك المفارقة الساخرة في أنه لا يمكن حتى للذهب تحقيق هدف لذلك السعي، فالناس مثلهم كمثل مسافر راسكين الذي قفز من السفينة، يأخذون رمز الذهب على محمل الجد إلى حدّ كبير ويقومون، وقد أعماهم بريقه، بالتخلي عن أنفسهم في سبيل وهم.
من يقرأ فصول هذا الكتاب يلحظ في سردها تتابعاً زمنياً إلى حدّ ما، لكن القصة التي يرويها ليست تأريخاً كاملاً للذهب ولا تحليلا شاملاً لدوره في الاقتصاد والثقافة، رغم كثرة التفاصيل المتعلقة بتاريخ المال والمصارف. وإنما قام المؤلف عوضاً عن ذلك، بالتحري عن تلك الأحداث والقصص المتعلقة بالذهب والتي تظهر مدى اليأس والإحباط اللذين أثارا السلوك البشري. وتبدأ القصة بالخواص السحرية والدينية للذهب ليتابع التاريخ مسيرته وصولاً إلى تحول الذهب إلى نقد. وخلال مسيرة هذا التحول لم تفوته ملاحظة المزايا السحرية للذهب أو مفارقات تأثيره على البشرية. إن قصة الذهب بكل روعته وأساطيره والسحر الذي يمثله للأفراد والأمم، تتجلى في هذا الكتاب ذا الغلاف الأسود الساحر والمرصع ببعض البريق الذهبي.نبذة الناشر:في هذا الكتاب الجديد والمثير، يروي لنا بيتر ل.برنشتاين، الذي قام بتأريخ تطور فكرة المجازفة في كتاب أصدره أخيراً، يروي قصة أكثر الممتلكات الثمينة في التاريخ تمجيداً وبعثاً على الخزي والحسد، ألا وهو الذهب. فبدأ من افتتان ميجاس به في العصور القديمة، وصولاً للاضطرابات المعاصرة التي سببها معيار الذهب وما ترتب عليها من نتائج، كان الذهب يودي بكثير من مالكيه تلهفاً وتباهيأً إلى نهايات مؤلمة. فقد كان الذهب هو الذي يمتلكهم لا العكس. وفي الوقت الذي ما زال ممكناً فيه سماع أصداء دورة الاستحواذ واليأس تلك تتردد في أسواق المضاربات المعاصرة سريعة الحركة التي تسيّرها الأجهزة الإلكترونية، يقى دور الذهب في صياغة التاريخ البشري هو السمة البارزة في تلك الحكاية المضطربة.
وتبدأ هذه الرواية الأخاذة بوصف مزايا الذهب السحرية والفنية مروراً باختراع العملية وتحويل الذهب إلى نقد وصولاً إلى قاعدة الذهب. وكانت كلما ازدادت أهمية الذهب كنقد ازداد تعبيره عن القوة. وفي النهاية، يعالج الكتاب مستقبل الذهب في عالم يبدو فيه وكأنه فقد مكانته لينتقل إلى الحدود الخارجية للمال العالمي.
وتحفل صفحات هذا الكتاب بشخصيات لا تنسى من التاريخ ومن مرحلة فورة الذهب ومستودع السبائك الذهبية الأميركية في عصرنا الحاضر في فورت نوكس Fort Nnox وكل ما جاء بعد ذلك، مما يدفعنا للتفكير بالذهب من وجهات النظر المختلفة للملوك وضاربي العملة، والحكام والسياسيين، وأصحاب الثروات الخيالية وآخرين من أصول أكثر تواضعاً، وملك آسيا الصغرى كرويسوس ومُضارب روما الشهير كراسوس، والأباطرة البيزنطيين وعمال المناجم الفقراء، وماركوبولو من البندقية، وفرانسيسكو بيزارو من إسبانيا، وشارلمان، وشارل ديغول وريتشار نيكسون، وإسحق نيوتن، وونستون تشرتشل والاقتصاديين البريطانيين ديفيد ريكاردو، وجون مينارد كينيز، وكريستوفر كولومبس، والزاحفين وراء ذهب كاليفورنيا في أواسط القرن التاسع عشر. إقرأ المزيد