تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:من المفروض أن يقتصر علم الكلام على عرض المفاهيم الاعتقادية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها. إلا أننا نجد أن العلماء بحثوا في علم الكلام عن الوجود والماهية وأحكامهما، وبحثوا عن الجوهر والعرض والجزء الذي لا يتجزأ والحركة والسكون والكمون والطفرة والتداخل والألوان والطعوم والروائح، وبحثوا عن الدليل ...وأقسامه وشرائطه، وعن العلم الضروري والكسبي، وغير ذلك مما جعله علماً للخاصة مع أنه علم لجميع الناس علماء وغيرهم. ودأب العلماء على الاستدلال بأدلة مليئة بمصطلحات علمية مثل الدور والتسلسل وغيرهما. والأولى اتباع الأسلوب القرآني في عرض المفاهيم الاعتقادية، فإذا كان المفهوم الاعتقادي أمراً فطرياً فيكفي فيه تنبيه الفطرة ليس إلا. وإذا كان أمراً بديهياً عقلياً فيكفي إثارة البديهيات العقلية، وإذا كان محتاجاً إلى نظر عقلي فيؤتى بالدليل العقلي بألفاظ يستطيع الجميع أن يدرك معناها من دون الاعتماد على المصطلح العلمي. ثم إن غالب المسائل الكلامية قد أدرجت في علم الكلام لوقوع الخلاق فيها بين المسلمين، فأدرج بحث العدل لوقوع النزاع فيه بين الشيعة والمعتزلة وبين الأشاعرة، حتى توهم البعض أن العدل أصل من أصول الدين، مع أن العدل صفة كبقية صفات الله فيجب فيها ما يجب في غيرها. وأدرجت مسألة خلق القرآن وقِدَمه التي وقع فيها أشد المعارك الكلامية، ووصل الأمر إلى حدّ السيف بين المعتزلة والأشاعرة، وتفرعت منها مسألة الكلام النفسي وهكذا...، ولم يراع في علم الكلام عرض جميع المفاهيم الاعتقادية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها مع غضّ البصر عن وقوع الخلاف فيها أولاً!
لذا عمد المؤلف في كتابه هذا إلى عرض المفاهيم الاعتقادية الأساسية مع تبسيط أدلتها العقلية والنقلية. ويقدم الكتاب في طبعته الثانية بعد أن نفذت الطبعة الأولى خلال أشهر قليلة، وبعد أن اعتمد في الكثير من الحوزات والمعاهد والمدارس الإسلامية، ويأتي الكتاب وكما سماه المؤلف أحكاماً في علم الكلام بما حمل من سهل العبارة وقوة المتن والحجج القاطعة التي لا تقبل شكاً أو ريباً. ويمكن تصنيفه أنه من المؤلفات الهامة في هذا العلم وفي هذا الوقت، خاصة أنه يلاحظ ثقافة العصر مع أصول هذا العلم وفروعه بتناسق وترتيب لم يعهد في الكتب السابقة في علم الكلام والعقائد. إقرأ المزيد