تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مصنف هذا الكتاب هو أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني، الأندلسي، الشاطبي، البلنسي. ولد في بلنسية، وسمع العلوم من أبيه في شاطبة، وأخذ القرآن عن أبي الحسن بن أبي العيش. كان من علماء الأندلس في الفقه والحديث، وكانت له مشاركة في الآداب. وصفه لسان الدين بن الخطيب ...في كتابه "الإحاطة في أخبار غرناطة" بأنه "كان أديباً بارعاً، شاعراً مجيداً، سري النفس، كريم الأخلاق" ولكن شهرته لم تقم إلا على كتابه هذا المعروف "برحلة ابن جبير"، الذي وضعه بعد أن قام برحلات ثلاث، أهمّها رحلة استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، بدأها يوم الاثنين في التاسع عشر من شهر شوال سنة 578هـ، الموافق اليوم الثالث من شهر شباط سنة 1182م. وختمها في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر محرّم سنة 581هـ، الموافق اليوم الخامس والعشرين من شهر نيسان سنة 1185م.
وقد وصف في هذه الرحلة كل ما مرّ به من مدن وما شاهد من عجائب وغرائب المشاهد وبدائع المصانع، والأحوال السياسية والاجتماعية والأخلاقية، وعني عناية خاصة بوصف النواحي الدينية والمساجد والمشاهد وقبور الصحابة ومناسك الحج، ومجالس الوعظ والمستشفيات والمارستانات، ووصف كذلك الكنائس والمعابد والقلاع والعواصف البحرية، وما كابده المسافرون من ضيق وذعر، وذكر الحروب التي كانت دائرة في الشرق بين الصليبيين والمسلمين، وما كان عليه الأهالي مسلمين ومسيحيين من علامات حسنة في خلال تلك الحروب. ووصفه لكل ذلك دقيق مسهب يدلّ على دقّة ملاحظته وسعة علمه. وكان شديد الإعجاب بالسلطان صلاح الدين الأيوبي، عظيم الإكبار له، فلا تمر سانحة إلاّ بيّن فيها ما كان عليه هذا السلطان العظيم من العدل ونبل الأخلاق وكرم السجايا.
وابن جبير قوي العاطفة الدينية، يختم كل كلام بالدعاء إلى الله تعالى والتوكل عليه جلّ جلاله، وهذه العاطفة المتّقدة دفعته إلى إرسال الأدعية للمدن التي مرّ بها، فمنها ما يدعو لها "يحرسها الله، وعمرها.." وما شابه، أو "بأعادها الله" إذا كانت ممّا خرج من يد المسلمين إلى أيدي الفرنجة، ومنها ما يدعو عليها "بدمّرها الله" إذا كانت تحت سلطة الفرنجة.
وقد كان يفتنه كل ما يشاهده، فكل مشهد "يقيد الأبصار ويستوقف المستوفز تعجباً" وقد تحول في آخر رحلة قام بها إلى مصر والإسكندرية فأقام يحدّث هنالك إلى أن توفي. ورحلته هذه كتاب نفيس في بابه لا غنية عنه للمؤرخين والجغرافيين، وكلّ من أراد الاطلاع على أحوال تلك الحقبة. وقد اهتمّ به المستشرقون فترجم القسم المختصّ منه بصقلية إلى الفرنسية وطبع سنة 1846، وطبع كله لأول مرة في ليدن سنة 1856 مع مقدمة للمستشرق رايت. إقرأ المزيد