تحليل النصوص الأدبية، قراءات نقدية في السرد والشعر
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الكتاب الجديد المتحدة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعنى هذا الكتاب بالأدب، ذلك الإبداع المدهش، الساحر الغرائبي، الممتع، الغامض، الفريد، المتجدد الذي شغل المجتمعات الإنسانية جميعاً وشكل البطانة النفسية (الجمعية) لها، والطاقة الروحية التي يعاد اكتشافها وقراءة سيمائها وفحص مفاهيمها في كل عصر وحين. وليس أدلّ على سحر هذه الظاهرة الإبداعية من حيرة أدباء الأمم ونقادها وتباينهم ...بإزائها وتبلبلهم في وصفها وتحليلها؟ ومنهم أدباء العربية ونقادها، سلفنا الصالح، الذي شبَّه جمالها تارة بحسن الوجه الذي يحس ولا يوصف وأخرى بالجمال الذي تحيط به المعرفة ولا تدركه الصفة وثالثة بكونه حمّال أوجه، وغير تلك من المواقف والأوصاف التي إن عبّرت عن شيء فإنما تعبّر عن جانب مما يحسّ به متلقى الأدب وقارئه وهو يصطدم بعناصر الدهشة ومظاهر الإغراب الآسرتين. ولعل من المهم القول إن القيمة الإبداعية للنص كانت منطلق المؤلفان عبد الله إبراهيم وصالح هويدي في اختياراتهم للنصوص الإبداعية التي حوى هذا الكتاب تحليلاتها هذا إلى جانب مراعاتهم لعنصر القصر والإيجاز، وذلك لتوفير فرصة اختيار أكبر عدد ممكن من النصوص والممارسات النقدية معاً.
وإذا كانت الاختيارات الأدبية في الشعر والقصة ليست في نهايتها سوى لون من ألوان القراءة التي تعبّر عن الخبرة الشخصية والذوق الخاص، فإن الممارسات النقدية التحليلية لمؤلفي الكتاب لا تعدو كونها محصلة لجهود دائبة لهما في مواكبة الظاهرة الأدبية على امتداد وطننا العربي، قراءة ونقداً وتحليلاً على مدى زمني غير قصير. ويجدر القول إن ما يطمح إليه مؤلفا هذا الكتاب ثلاثة أمور، أولهما: قدرة الطالب على تجاوز مرحلة الموقف الفطري في مواجهة النص الأدبي والانفعال به والتلذذ في تذوقه، من غير ما قدرة على تحليل مصادر انفعاله وفهم بواعث استمتاعه بالنصّ وتعليله لأسراره من مواقع معرفية تنفذ إلى أعماقه، تجاوزه إلى مرحلة أخرى يصبح فيها قادراً على محاورة النص وفهمه وتحليله، انساقاً وبنى ورموزاً.
أما ثاني ما طمحا إليه فهو تعميق اتجاه الائتلاف المنهجي في ذات القارئ والإفادة المتكاملة من المعطيات النقدية، دونما تعصب أو الوقوع في مهاوي النظرة (الدوغماتية) والقيم النهائية المطلقة. ثالثهما: الوصول بالقارئ إلى الحكمة المستخلصة من دورة اشتغال مناهج النقد العالمي على النص منذ ظهورها حتى أيامنا هذا، تلك الحكمة التي تجعل النص الأدبي الجوهر الذي يتأبى على المنظور الواحد والرؤية الضيقة.
ولعل من حق قارئ هذا الكتاب، أخيراً، معرفة ما أسهم فيه كل من المؤلفين، وهو أمر يقتضي منا القول، إن القراءات الخاصة بالدكتور صالح هويدي هي التي عنيت بـ: "نجيب محفوظ، وإبراهيم الكوني، ومحمد قضير، وفؤاد التكرلي، وفيصل عبد الحسن حاجم، وعبد الرزاق المطلبي"، فضلاً عن الدراسات الخاصة بالشعر بأجمعها، أما القراءات الخاصة بالدكتور عبد الله إبراهيم، فهي التي عنيت بـ: "بهاء طاهر، ومحمود جنداري، وابن طفيل، وابتسام عبد الله، ومحمد سعدون السباهي". إقرأ المزيد